close

Individual Memorial

وليد جبران تويني

Date of death: Friday, 24 March 2017

Biography & Footprints

Guest book messages

  • Edmond Saab وليد تويني مهندس الأبجدية الجديدة مثلما في تفقّد الحضور في المدارس ، ينادي الاستاذ التلاميذ باسمائهم كل صباح ، فالحاضر يجيب " حاضر " ، اما الغائب فيرد عنه رفاقه " ما اجا اليوم يا أستاذ " ، ويضيفون : " ما راح يجي ، وما راح نشوفو بعد اليوم " . هكذا نادت السماء تلاميذ المدرسة التوينية ، التي هي مدرسة بالمعنى الثقافي ، والاخلاقي ، والوطني ، الحضاري والانساني . فبعدما نادت جبران ، واديل ، ونايلة ( الصغيرة ابنة السنوات السبع ) ، وناديا ، ومكرم ، وجبران فغسان ، وجاءت الاجوبة متطابقة انهم باتوا في حضن باريهم حيث لا الم ولا وجع ، ولا هموم صحف وحبر وورق ، نودي يوم الجمعة الفائت على وليد ، الابن الثاني لجبران ندره تويني ، فجاء الجواب من اديل والدته ان وليد وصل لتوه وهو الآن في احضان والديه ، وهما يذكران جيدا انه كان عيدية الغطاس عام ١٩٢٨ . متعدد " الكارات " والمواهب كان وليد، كما عرفناه ، نسيج وحده بين اشقائه غسان وفؤاد وسامي ، امدّ الله بعمره ، لانه كان متعدد الحرف والهوايات ، وأغربها " راديو الهواة " حيث كان يصرف معظم وقته سائحا في الفضاء لا يعير شؤون ألبيت اي اهتمام ، ينقل الرسائل المطمئنة الى الاهالي ايام الحروب ، ويسترق السمع على الموجات العسكرية ، ويحادث رفاقا له في أنحاء العالم . أراد جبران تويني لابنه الثاني ان يصبح محاميا بعدما اختار شقيقه غسان دراسة العلوم السياسية ، فأرسله الى باريس ليعود بعد سنوات متخصصا بالراديو ومفتونا بالطباعة والحبر والورق زاد آل تويني . وكان هذا التويني الشاب ذكيا الى درجة كبيرة ، وموهوبا في كل ما يدور سواء أكان جهاز راديو ، او ساعة منبّه ، او لعبة . ويذكر أصدقاءه انه ما وقعت بين يديه لعبة إِلَّا فككها ثم أعاد تركيبها على نحو مختلف عما اراده صانعها . وعندما عرضت على جبران تويني فكرة تعيينه سفيرا في الأرجنتين وتشيلي عام ١٩٤٦ لم يتردد في قبولها لثقته بان ابنه وليد سيكون الشخص المثالي للحلول مكانه في إدارة " النهار " ، وقد أودعه ما يشبه الوصية اختصر له فيها سياسية " النهار " ، وقدمها له بمنتهى اللياقة والاحترام :" الى ولدي الحبيب وليد ، تعليمات يتمشّى عليها اذا رأى انه بحاجة " . وكانت ، في خطوطها العريضة ، ان " النهار " جريدة لبنانية عربية ، سياستها لا طائفية ، ومع انها ارثوذكسية الا انها " تحل الوطنية في المسائل العامة محل كل مصلحة طائفية " ، وتحارب كل تدخّل اجنبي في شؤون البلاد ، وتريد لبنان ذَا طابع ثقافي ، عربي ، تقدمي ، وهي تؤمن بالديموقراطية وتحارب لاستبداد والتسلّط ، وتحترم الأحزاب المنظمة وخصوصا السوري القومي والشيوعي دون ن تنحاز الى اي منهما . لم تمض سنتان على وجود جبران تويني سفيرا حتى يصاب بنوبة قلبية ويفارق الحياة ، فيعود ابنه غسان على اثرها الى لبنان دون ان يكمل شهادة الدكتوراه ، وتبدأ مرحلة جديدة من حياة التوينيين ، فيتولى غسان إدارة الجريدة ، بينما يهتم وليد بإنتاجها انطلاقا من المطبعة والتعامل مع الرصاص والحبر والورق ، فيروح يفكك الآلات التي يصعب فّكها ويعيد تركيبها بعد اضافة وظائف اليها لم تكن مفترضة أصلا . وهكذا انتقلت معه المطبعة من التنضيد ، او " الصف " ، اليدوي حرفا حرفا من صندوق ، الى اللينوتيب والانترتيب والرصاص المصهور ، فإلى التنضيد التصويري الذين دشن عصر دخول الكومبيوتر مشاغل الصف والتركيب ، وصولا الى البرامج الرقمية المعتمدة حاليا في الصف ، والإخراج ، والمونتاج ، والفوتوشوب والطباعة . وكان دور وليد تويني تطوير الآلات وتطويعها تلبية لحاجات الجريدة ، فكان يضاعف احيانا سرعتها ، كما يبطئها في احيان اخرى ، ويضيف اليها وظائف لم تكن مقررة لها ، او يزيد عليها وحدات كانت تنقصها مما يجعل الآلة التي كانت معدة لطباعة لون واحد ، تطبع لونين او اكثر ، وخصوصا لتلبية حاجة الجريدة الى اللون الأزرق الذي يطبع به الديك . وكانت هناك مشكلة رئيسية مع الطباعة الملونة في مطبعة مركّبة في شارع الحمراء الذي يحظّر فيه تشغيل مجففات للحبر تستعمل فيها مواد ملتهبة مثل الغاز ، بسبب خطرها على السلامة العامة ، ويقال ان وليد تويني استطاع التغلّب على هذه الصعوبة من طريق نوع من الأحبار الألمانية أضاف اليها مواد معينة جعلتها صالحة للطباعة الملونة على أوراق صحف تحولت معها الى ما يشبه النشّافة !؟ " المعلّم " الذي أحبّ طلابه وقد اثارت ابتكارات وليد تويني اهتمام اللورد طومسون مؤسس صحيفة " التايمز " اللندنية فزار مطابع " النهار " في الحمراء مطلع الستينات ، اي بعد انتقال الجريدة من سوق الطويلة الى جوار مصرف لبنان في اول الحمراء ، حيث شاهد اول طابعة أوفست ملونة " في الشرق لأوسط من طراز فيرتشايلد كولور كينغ " تطبع " النهار " وملاحقها بسرعة ١٢ الف نسخة في الساعة ، وأحيانا اكثر ، في إشراف المعلم وليد تويني وتلميذه جورج شرفان الذي كرّس حياته للمطبعة قبل ان تخطفه يد الغدر . كان وليد تويني معلما حقا ، بل بمثابة أب مسؤول عن عائلته ، حبذا لو يقتدي به اصحاب الصحف هذه الأيام ، وخصوصا في طريقة تعامله مع " المعلمين " والمساعدين في المطبعة بعد الانتقال من طور طباعة التيبو الى الاوفست ، ومن الصف اليدوي والانترتيب إلى الكومبيوترز وتوابعها من مهمات تفترض في من يتولاها حدا أدنى من المعرفة العلمية والتأهيل المهني ، ومعظم هؤلاء لم يعطوا فرصة التعلّم الكافي ، واكتسبوا مهاراتهم المهنية من خلال العمل من معلمين مدربين على الوسائل القديمة . وكان وليد تويني امام خيارين : الاستغناء عن المعلمين ومساعديهم وخسارة التوظيف السابق بهم والذي لا يقدّر بثمن ، او فتح مدرسة للتعليم والتدريب ، فاختار الثاني محققا فيه نجاحا بارزا . وهنا نتذكّر وفيق مهنا ، وعلي منتش ، وَعبد ونور طرابلسي ، ومحمد الماز وسواهم ، الى جانب المعلم عزيز ابو عبدالله ثم معلم المعلمين سهيل ناصر آمن وليد تويني بالعمل الجماعي ، فجمع في إدارة المطابع التعاونية الصحافية كفايات مشهود لها امثال عبد الكريم مطر ، و " عبودي " ( والد مي عبود ابي عقل وأخيها سامر ) ، وسمير صليبا ، وكان ساعده الأيمن في " اللعب " بالاجهزة الكومبيوترية وتطوير الآلات على أنواعها " المهندس " الشاب سامي شاهين الذي عمل معه بتناغم واخلاص جعل البعض يقول ان لوليد تويني ابنين واحدا يدعى مروان ولدته أمه المعروفة ، وابنا آخر بالتبني يدعى سامي ترعرع في كنف عائلة شاهين في النبطية قبل ان يكتشفه وليد تويني ويسجّله على اسم " النهار " حيث لا يزال ساهرا على أناقتها . مهندس الأبجدية الجديدة لم تقتصر " حيل " وليد تويني على الآلات ،ل هو تلاعب بالاحرف العربية ووضع لها قواعد هندسية تشبه تلك المعتمدة في الأحرف اللاتينية الامر الذي سهل ادخالها العالم الرقمي ، دون ان تخسر أيا من عناصرها الاصولية والزخرفية، وراح يعيد رسم صندوق الأحرف العربية مبتكرا الحرف المختصر الذي يمكن استعماله في اول الكلمة ، وفي وسطها ومنتهاها ، فلفت انظار صانعي ماكينات الطباعة ، ويقال ان الأحرف الاولى التي وضعت على مفاتيح طابعة " الأوليفتي " كانت من رسم وليد تويني ! وقد خلَّد وليد والده جبران بالحرف الذي يحمل اسمه ويستعمل الآن في عناوين " النهار " ، كما اطلق اسم ابنه مروان على حرف الجريدة ، وقد حلّ هذان الحرفان محل الحرفين اليسوعي والحلبي اللذين كانا الأكثر اعتمادا في المطابع اللبنانية. وليد تويني ، أحرفك ستبقى شاهدة على تفوّقك ، كما على تواضعك وإخلاصك لأشرف مهنة في التاريخ . ونتذكّرها ، على الدوام ، تماما كما نتذكّر الأحرف الأبجدية الاولى التي صدّرها وطنك الى العالم. إدمون صعب

    28 January 2019

Photos & Videos

Guest book messages

  • Edmond Saab وليد تويني مهندس الأبجدية الجديدة مثلما في تفقّد الحضور في المدارس ، ينادي الاستاذ التلاميذ باسمائهم كل صباح ، فالحاضر يجيب " حاضر " ، اما الغائب فيرد عنه رفاقه " ما اجا اليوم يا أستاذ " ، ويضيفون : " ما راح يجي ، وما راح نشوفو بعد اليوم " . هكذا نادت السماء تلاميذ المدرسة التوينية ، التي هي مدرسة بالمعنى الثقافي ، والاخلاقي ، والوطني ، الحضاري والانساني . فبعدما نادت جبران ، واديل ، ونايلة ( الصغيرة ابنة السنوات السبع ) ، وناديا ، ومكرم ، وجبران فغسان ، وجاءت الاجوبة متطابقة انهم باتوا في حضن باريهم حيث لا الم ولا وجع ، ولا هموم صحف وحبر وورق ، نودي يوم الجمعة الفائت على وليد ، الابن الثاني لجبران ندره تويني ، فجاء الجواب من اديل والدته ان وليد وصل لتوه وهو الآن في احضان والديه ، وهما يذكران جيدا انه كان عيدية الغطاس عام ١٩٢٨ . متعدد " الكارات " والمواهب كان وليد، كما عرفناه ، نسيج وحده بين اشقائه غسان وفؤاد وسامي ، امدّ الله بعمره ، لانه كان متعدد الحرف والهوايات ، وأغربها " راديو الهواة " حيث كان يصرف معظم وقته سائحا في الفضاء لا يعير شؤون ألبيت اي اهتمام ، ينقل الرسائل المطمئنة الى الاهالي ايام الحروب ، ويسترق السمع على الموجات العسكرية ، ويحادث رفاقا له في أنحاء العالم . أراد جبران تويني لابنه الثاني ان يصبح محاميا بعدما اختار شقيقه غسان دراسة العلوم السياسية ، فأرسله الى باريس ليعود بعد سنوات متخصصا بالراديو ومفتونا بالطباعة والحبر والورق زاد آل تويني . وكان هذا التويني الشاب ذكيا الى درجة كبيرة ، وموهوبا في كل ما يدور سواء أكان جهاز راديو ، او ساعة منبّه ، او لعبة . ويذكر أصدقاءه انه ما وقعت بين يديه لعبة إِلَّا فككها ثم أعاد تركيبها على نحو مختلف عما اراده صانعها . وعندما عرضت على جبران تويني فكرة تعيينه سفيرا في الأرجنتين وتشيلي عام ١٩٤٦ لم يتردد في قبولها لثقته بان ابنه وليد سيكون الشخص المثالي للحلول مكانه في إدارة " النهار " ، وقد أودعه ما يشبه الوصية اختصر له فيها سياسية " النهار " ، وقدمها له بمنتهى اللياقة والاحترام :" الى ولدي الحبيب وليد ، تعليمات يتمشّى عليها اذا رأى انه بحاجة " . وكانت ، في خطوطها العريضة ، ان " النهار " جريدة لبنانية عربية ، سياستها لا طائفية ، ومع انها ارثوذكسية الا انها " تحل الوطنية في المسائل العامة محل كل مصلحة طائفية " ، وتحارب كل تدخّل اجنبي في شؤون البلاد ، وتريد لبنان ذَا طابع ثقافي ، عربي ، تقدمي ، وهي تؤمن بالديموقراطية وتحارب لاستبداد والتسلّط ، وتحترم الأحزاب المنظمة وخصوصا السوري القومي والشيوعي دون ن تنحاز الى اي منهما . لم تمض سنتان على وجود جبران تويني سفيرا حتى يصاب بنوبة قلبية ويفارق الحياة ، فيعود ابنه غسان على اثرها الى لبنان دون ان يكمل شهادة الدكتوراه ، وتبدأ مرحلة جديدة من حياة التوينيين ، فيتولى غسان إدارة الجريدة ، بينما يهتم وليد بإنتاجها انطلاقا من المطبعة والتعامل مع الرصاص والحبر والورق ، فيروح يفكك الآلات التي يصعب فّكها ويعيد تركيبها بعد اضافة وظائف اليها لم تكن مفترضة أصلا . وهكذا انتقلت معه المطبعة من التنضيد ، او " الصف " ، اليدوي حرفا حرفا من صندوق ، الى اللينوتيب والانترتيب والرصاص المصهور ، فإلى التنضيد التصويري الذين دشن عصر دخول الكومبيوتر مشاغل الصف والتركيب ، وصولا الى البرامج الرقمية المعتمدة حاليا في الصف ، والإخراج ، والمونتاج ، والفوتوشوب والطباعة . وكان دور وليد تويني تطوير الآلات وتطويعها تلبية لحاجات الجريدة ، فكان يضاعف احيانا سرعتها ، كما يبطئها في احيان اخرى ، ويضيف اليها وظائف لم تكن مقررة لها ، او يزيد عليها وحدات كانت تنقصها مما يجعل الآلة التي كانت معدة لطباعة لون واحد ، تطبع لونين او اكثر ، وخصوصا لتلبية حاجة الجريدة الى اللون الأزرق الذي يطبع به الديك . وكانت هناك مشكلة رئيسية مع الطباعة الملونة في مطبعة مركّبة في شارع الحمراء الذي يحظّر فيه تشغيل مجففات للحبر تستعمل فيها مواد ملتهبة مثل الغاز ، بسبب خطرها على السلامة العامة ، ويقال ان وليد تويني استطاع التغلّب على هذه الصعوبة من طريق نوع من الأحبار الألمانية أضاف اليها مواد معينة جعلتها صالحة للطباعة الملونة على أوراق صحف تحولت معها الى ما يشبه النشّافة !؟ " المعلّم " الذي أحبّ طلابه وقد اثارت ابتكارات وليد تويني اهتمام اللورد طومسون مؤسس صحيفة " التايمز " اللندنية فزار مطابع " النهار " في الحمراء مطلع الستينات ، اي بعد انتقال الجريدة من سوق الطويلة الى جوار مصرف لبنان في اول الحمراء ، حيث شاهد اول طابعة أوفست ملونة " في الشرق لأوسط من طراز فيرتشايلد كولور كينغ " تطبع " النهار " وملاحقها بسرعة ١٢ الف نسخة في الساعة ، وأحيانا اكثر ، في إشراف المعلم وليد تويني وتلميذه جورج شرفان الذي كرّس حياته للمطبعة قبل ان تخطفه يد الغدر . كان وليد تويني معلما حقا ، بل بمثابة أب مسؤول عن عائلته ، حبذا لو يقتدي به اصحاب الصحف هذه الأيام ، وخصوصا في طريقة تعامله مع " المعلمين " والمساعدين في المطبعة بعد الانتقال من طور طباعة التيبو الى الاوفست ، ومن الصف اليدوي والانترتيب إلى الكومبيوترز وتوابعها من مهمات تفترض في من يتولاها حدا أدنى من المعرفة العلمية والتأهيل المهني ، ومعظم هؤلاء لم يعطوا فرصة التعلّم الكافي ، واكتسبوا مهاراتهم المهنية من خلال العمل من معلمين مدربين على الوسائل القديمة . وكان وليد تويني امام خيارين : الاستغناء عن المعلمين ومساعديهم وخسارة التوظيف السابق بهم والذي لا يقدّر بثمن ، او فتح مدرسة للتعليم والتدريب ، فاختار الثاني محققا فيه نجاحا بارزا . وهنا نتذكّر وفيق مهنا ، وعلي منتش ، وَعبد ونور طرابلسي ، ومحمد الماز وسواهم ، الى جانب المعلم عزيز ابو عبدالله ثم معلم المعلمين سهيل ناصر آمن وليد تويني بالعمل الجماعي ، فجمع في إدارة المطابع التعاونية الصحافية كفايات مشهود لها امثال عبد الكريم مطر ، و " عبودي " ( والد مي عبود ابي عقل وأخيها سامر ) ، وسمير صليبا ، وكان ساعده الأيمن في " اللعب " بالاجهزة الكومبيوترية وتطوير الآلات على أنواعها " المهندس " الشاب سامي شاهين الذي عمل معه بتناغم واخلاص جعل البعض يقول ان لوليد تويني ابنين واحدا يدعى مروان ولدته أمه المعروفة ، وابنا آخر بالتبني يدعى سامي ترعرع في كنف عائلة شاهين في النبطية قبل ان يكتشفه وليد تويني ويسجّله على اسم " النهار " حيث لا يزال ساهرا على أناقتها . مهندس الأبجدية الجديدة لم تقتصر " حيل " وليد تويني على الآلات ،ل هو تلاعب بالاحرف العربية ووضع لها قواعد هندسية تشبه تلك المعتمدة في الأحرف اللاتينية الامر الذي سهل ادخالها العالم الرقمي ، دون ان تخسر أيا من عناصرها الاصولية والزخرفية، وراح يعيد رسم صندوق الأحرف العربية مبتكرا الحرف المختصر الذي يمكن استعماله في اول الكلمة ، وفي وسطها ومنتهاها ، فلفت انظار صانعي ماكينات الطباعة ، ويقال ان الأحرف الاولى التي وضعت على مفاتيح طابعة " الأوليفتي " كانت من رسم وليد تويني ! وقد خلَّد وليد والده جبران بالحرف الذي يحمل اسمه ويستعمل الآن في عناوين " النهار " ، كما اطلق اسم ابنه مروان على حرف الجريدة ، وقد حلّ هذان الحرفان محل الحرفين اليسوعي والحلبي اللذين كانا الأكثر اعتمادا في المطابع اللبنانية. وليد تويني ، أحرفك ستبقى شاهدة على تفوّقك ، كما على تواضعك وإخلاصك لأشرف مهنة في التاريخ . ونتذكّرها ، على الدوام ، تماما كما نتذكّر الأحرف الأبجدية الاولى التي صدّرها وطنك الى العالم. إدمون صعب

    28 January 2019

Send a Message of Condolences to وليد جبران تويني

You must