close

سِكوندو ترانكويلي

Date of death: Tuesday, 22 August 1978

Number of Readers: 239

Known asإينياتسيو سيلونه

Specialtyكاتب - سياسي

Date of birth 1 May 1900

Date of death22 August 1978

إينياتسيو سيلونه هو الاسم المستعار للناشط السياسي والروائي الإيطالي سِكوندو ترانكويلي - بالإيطالية: Secondo Tranquilli - ، وهو اسم بطل إيطالي متمرد. ولد في بلدة بيشينا - بالإيطالية: Pescina - في مقاطعة لاكويلا - بالإيطالية: Aquila - شرقي روما وتوفي في جنيف - بشينا، 1 أيار/مايو 1900 - جنيف، 22 آب/أغسطس 1978 - ويعتبر واحدا من بين المثقفين الإيطاليين الأكثر شهرة و قرأ له الناس في أوروبا وفي جميع أنحاء العالم.
"فونتامارا" - بالإيطالية: Fontamara - هي رائعة سيلونه: هي رواية رمزية واقعية للتنديد بالقمع والظلم الاجتماعي والفقر، وتٌرجمت لعدة لغات.
شارك إبان سنوات المنفى ضد الفاشية بنشاط وفي مراحل مختلفة في الحياة السياسية الإيطالية، باثاً الروح في الحياة الثقافية للبلاد فيما بعد الحرب العالمية؛ وكثيرا ما تعرض له النقاد الإيطاليون، غير أنه حظى بتقدير خاص في الخارج.
ترجمة حياته
الطفولة في مارسيكا - بالإيطالية: Marsica -
هو ابن باولو مزارع صغير و مهاجر سابق من البرازيل- وماريانا ديللا كوادرى، قضى طفولته في مسقط رأسه - بشينا، ابروز في مارسيكا - .
بعد وفاة والده - 1911 - ، تولى الابن الأكبر دومينيكو مهام والده الشاقة في الحقول، في الوقت الذي امتهنت فيه والدته مهنة الخياطة التحق الابن الأصغر سيكوندينوا ب"المعهد الأسقفي لدراسة اللاهوت".
في 13 كانون الثاني/يناير 1915 تعرضت مدينة مارسيكا لزلزال شديد يسمى أفيتسانو - بالإيطالية: Avezzano - أسفر عن سقوط أكثر من 3500 ضحية؛ ومن بين أولئك الضحايا عدد من أفراد أسرته، بما في ذلك والدته ولم ينج إلا سيكوندينوا ورومولو الابن الأصغر. ولقد تأثرت شخصية سيلونه -الذي لم يكن قد بلغ فى حينها عامه الخامس عشر- بتلك المأساة، وتجلى ذلك فى إنتاجه الأدبي. ويذكر ريتشارد لويس - Richard W.B. Lewis - [] :
"إن ذكرى الزلزال فجرت فى كتابات سيلونه نفس المعاني التى تجلت في أعمال دوستويفسكي إثر إفلاته من حكم الاعدام في اللحظة الأخيرة."
كتب سيلونه لأخيه- بعد بضعة شهور من الزلزال- إبان عودته من المعهد اللاهوتي كييتي - بالإيطالية: Chieti - - حيث يدرس - إلى بقايا مسقط رأسه:
"وا أسفاه! عُدت إلى بشينا، تناقلت النظرات بين الأنقاض والدموع تملأ عيني؛ وتنقلت بين الأكواخ البائسة، المغطاة ببعض من الخرق البالية كالأيام الخوالي، التي عاش فيها الفقراء دونما خوف من تمييز على أساس العرق أو السن أو الحالة الاجتماعية. ولقد تأملت بيتنا بأعين تفيض من الدمع، حيث الأم شاحبة اللون منكسرة، الآن جسدها يسكن تلك الأنقاض غير مدركة مصيرنا، ويبدو لي وكأنها خرجت من قبرها، ولكن إنما هو طيفها القابع في أعماق عقلنا الباطن ينادينا لنستلقي في أحضانها.و رأيت مرة أخري المكان الذي كنت حظيتِ بحفره. لقد راجعت كل شيء."
لقاؤه مع دون أوريون
انتقل سيلونه وأخوه بعد الأيام المأساوية التي أعقبت الزلزال إلى رعاية جدتهم فيتشنسنزا، التي تمكنت من الحصول على مساعدات كبيرة ورعاية الملكة هيلانة، هذا وقد استطاع بعد ذلك الانتقال إلى مدرسة داخلية رومانية بالقرب من مقبرة فيرانو، ولكن المدرسة لم تختلف كثيرا عن تلك المقبرة. لم يقو سيلونه على تحمل هذا المكان الكريه ففر هاربا إلى الخارج، و لهذا فقد فصلته المدرسة.
ظهر الكاهن دون لويجي أوريون، الكاهن الذي أنفق الكثير على ضحايا الزلزال وأوى سيلونه وصديقه ماورو أميكوني، ملحقا إياهما بكلية سان ريمو؛ وأصبح من تلك اللحظة مسؤولا عن الأخوين.
لذا ذكر سيلون هذا اللقاء مع من أسماه "كاهن غريب".
رغم أن دون أوريون كان فى الأربعينات من عمره وأنا ما زلت صبيا في السادسة عشرة، في لحظة ما أدركت شيئا غير عادي، قد اختفى من بيننا كل الفارق في السن. وبدأ التحدث معي حول مسائل خطيرة، ليست بالمسائل السطحية أو الشخصية، لا بل قضايا رئيسية، ولكن بشكل عام،والتى ،خطأَ لم يفكر الكبار فى مناقشتها معنا نحن الصغار، أو اكتفوا بالإشارة إليها بنبرة توجيهية كاذبة. بيد انه، علي العكس، كان يتحدث بتلقائيه وبساطة، كما لو لم اعرف المساواه من قبل،و كان يوجه لي بعض الأسئلة وطلب منى أن أشرح له بعض الأمور، وأن أجيبه بتلقائية وبساطة دون أن يكلفنى أيما عناء.
في السنة التالية، انتقل الشاب سيلونه من سان ريمو إلى كوليجيو سان بروسبيرو دي ريجيو كالابريا، والتي كانت تحت إدارة دون أوريون، سواء بسبب سوء حالته الصحية، أو بسبب شخصيته المضظربة غير المنصاعة للنظام. بدأ سيلون أثناء زياراته المتكررة إلى بشينا المشاركة بنشاط في أحداث البلد، التي كان يعاني سكانها من مشاكل اجتماعية، ولا سيما في منطقة الزلزال. شارك سيلونه في واحدة من "الثورات" الصغيرة التي كانت تنشب في بلدة مارسيكانو - كنوع من الكفاح ضد الشرطة المحلية التي أتت للقبض على ثلاثة جنود لأسباب تتعلق بالغيرة - ، والتي اضطرته لدفع ألف ليرة غرامة لإصلاح ما تم تخريبه. وفي الوقت نفسه لم تنقطع العلاقة مع الكاهن - الذي اهتم أيضا برعاية الشقيق الأصغر رومولو وألحقه بكلية تورتونا - بالإيطالية: Tortona - و كان يتبادل معه الخطابات.
باكورة تجاربه السياسيه
بعد أن اكتشف فساد السلطات من سرقة وإختلاس و إدانتها بعض من بلدان مارسيكا في فترة ما بعد الزلزال، أصبح سيلون فارس المظالم التي عانى منها الفلاحون - الذين يصفهم بكل حب في رائعته الأدبية - وقرر إرسال شكوى مفصلة إلى أفانتي، من خلال ثلاث رسائل نشرت في الصحيفة الاشتراكيه ولكنها لم تجدى نفعا. انضم الى جمعيه الفلاحين، وفي نهاية عام 1917، ولكى يكمل خياره السياسى كان لازما عليه أن يتخلى عن التعليم ومسقط رأسه، والرحيل إلى روما، حيث التحق بإتحاد الشباب الاشتراكي"،متبنيا الأفكار التي طٌرحت خلال مؤتمر زيميروالد - 1915 - .
أنغمس فى الحياة السياسية في حزب العمل الكبير "الحزب الاشتراكي الإيطالي"، الذي كان ينقسم الى الإصلاحيين والثوريين - الذين وجدوا مرجعيتهم في الثورة البلشفية الروسية عام 1917 - ، مؤيدا فى فترت النزاع بين التيارين، الجانب اليسارى، منحازا الى اثنين من الدعاة الرئيسين، أماديو بورديجا وأنطونيو جرامشي.
سيلونه والحزب الشيوعي
في عام 1919 أصبح سكرتير "الاتحاد الاشتراكي" الروماني ومن ثم ألقت الشرطة القبض عليه لاعمال تخريبية. 15 كانون الثاني / يناير 1921أصبح أحد المتحدثين باسم "الاشتراكيين الشباب"فى "المؤتمر" ال 17 للحزب والذى عقد في مسرح جولدونى - بالإيطالية: goldoni - فى ليفورنو - بالإيطالية: Livorno - والذى فجّر انقساما فى الحزب، وأدى الى الدعوة إلى عقد المؤتمر التأسيسي لحزب جديد، بقيادة كلا من بورديجا وجرامشي، والذى أصبح سيلونه من مؤسيسيه : "الحزب الشيوعي الإيطالي".
كان من بين ممثلى الحزب في المؤتمر الدولي الثالث الذي عٌقد في موسكو، حيث التقى لينين،وتشكلت لديه الانطباعات التي بقت في ذاكرته:وبلقاء الثورى الروسي،يقول بعد خمسين عاماً تقريبا"عندما رأيته للمرة الأولي فى موسكو عام 1921، تولّد لدي بالفعل تقديرا له. كان لينين آنذاك، يعيش بالفعل بين الخيال والواقع.انها أيام المؤتمر الدولي الثالث.شارك لينين فقط فى بعض الجلسات،مثله مثل البابا في المجلس. ولكن عندما دخل القاعه، خلق أجواء جديدة، مشحونه بالطاقه. كان ظاهرة مادية قاربت البابا فى التقديس: خلق نوع من الحماسه،كما هو الحال في كاتدرائية القديس بطرس عندما ينتشر المؤمنين حول كورسى البابا تجتاح موجة من الحماس فى جميع ارجاء الكنيسه ."
شعر سيلونه بخيبة الأمل من عدم القدرة على الحوار مع البلاشفة - بما فيهم لينين - بعد صعودهم الى السلطة،و قال أنه فقط، في موسكو،يمكن معرفتهم عن قرب: "ما أدهشني في" الشيوعيين الروس "، حتى في شخصيات استثنائية حقاً مثل لينين وتروتسكي، هو العجز عن مناقشة آراء اخرى مخالفة لارائهم. المعارض، لمجرد أنه تجرأ ونقد، اعتُبر دون شك انتهازي، بل خائن وتباع. ويبدو أنه خصم للشيوعيين الروس لا يمكن تقبله.
أنضم ألى بورديجا - بالإيطالية: Bordiga - والذى بدوره أوكل له مهام خارجية في كثير من الأحيان، مثل ترتيب "مؤتمرات الحزب" المحليه، وتوسعت علاقات سيلون،وبدأ بتنفيذ مهام سياسيه في الخارج لصالح الحزب.
أعندما بدأت الفاشية فى الوصول إلى السلطة - 1922 - ،كان سيلون في تريستا - بالإيطالية: Trieste - يعمل في هيئة تحرير جريده الافوراتوري - بالإيطالية: Il Lavoratore - ،وقد تعرض الصحيفة لتهديدات وهجمات قاسيه من الفاشيين وذلك بسبب انتشار فكرها السياسي الشيوعي؛ وفى مدينه جوليا - إيط|Venezia Giulia - نشأت علاقتها الحميميه بين سيلونه و غابرييلا سيدينفيلد - بالإيطالية: Gabriella Seidenfeld - ، يهوديه من مدينه فيومه - بالإيطالية: Fiume - من اصل مجرى وكان قد عرفه خلال واحدة من رحلات سياسية المتكررة الى الخارج. في نهاية السنة ألقي القبض سيلونه ،فى موجه من الأعمال القمعية المكثفة ،و التي طالت الكثيرين ومن بينهم صحيفته.
بعدإطلاق سراحه من السجن، تحت اسم "سيمون رومانو" رحل الى برلين،حيث كانت ملجأ للعديد من المنفيين السياسيين الفارين من موجه الاعتقالات التي ضربت المنظمة الشيوعية فى عام 1923، ؛ بعد فترة وجيزة أرسله اتحاد "الشباب الدولي" فى بعثة إلى إسبانيا، حيث عمل كمراسل فى صحيفة الحزب الشيوعي الفرنسي ثم فى صحيفه الشيوعين الكتلان ببرشلونة، لكن نقده اللاذع لم يبقى عليه طويلا فى إسبانيا، واستطاع أن يهرب من الاعتقال فى اللحظة الأخيرة،وذلك بفضل راهبه؛هذا لم يكن بالامر المحمود لحبيبته غابرييلا،التي يجب أن تخضع للاحتجاز في مدريد.
بعد أن ترك إسبانيا توجه الى فرنسا وقضى فترة في باريس، حيث عمل محررا فى صحيفة - بالإيطالية: La Riscossa - حيث وجد شركة غابرييلا هناك،غير ان بسبب نشاطه السياسي المكثف،والذى لاحظته الشرطة الفرنسية، اُلقى القبض عليه وسُلم إلى إيطاليا فى عام 1925.
وبعد أن تم محاصرته من قبل الشرطة،فرًا هارب الى مدينه بشينا حيث عاشه منعزلا عن الحياة، ولكن بالرغم من ذلك لم يمنعه ذلك من التواصل مع الحزب الشيوعى الايطالى الذي بدأ يقترب من المواقف المؤيدة لموسكو من قبل غرامشي - أنطونيو غرامشي رئيس اللجنة التنفيذية للحزب الشيوعى - ولهذا بدأ العمل، بناء على رغبه غرامشي، فى وظائف لجنة الدعاية والاعلام.
في الفترة التي أعقبت وفاة لينين، وبعد أن مكث فترة فى موسكو، شعر سيلونه بالقلق جراء النظام الاستبدادى المتبع في عهد ستالين و الذي ظهرت ملامحه في روسيا: هو نظام، كما كتب لاحقا في "باب النجاة" - بالإيطالية: Uscita di sicurezza - ،يَعتبر كل اختلاف في الرأي مع السلطة الحاكمة مقدرا له الفناء على يد السلطة".
في عام 1926، عقب حملة قمع من النظام الفاشي، أصبح "الحزب الشيوعي" حزباغير شرعى،وتم نقل أمانة الشؤون السياسية إلى ستورلا - إيط|Sturla - ؛ ومن ثم انتقل سيلونه مع كاميلا رافيرا - بالإيطالية: Camilla Ravera - ومؤيدى الحزب الى هناك ،حيث أقام في أحد المنازل والذى أطلق عليه اسم "بيت البستاني" - الحديقة غير مزروعة تستغل كتغطية - ومن هنا بدأ العمل على طباعة جريده الوحدة والبقاء على اتصال مع المنظمات الشعبية.
في أيار/مايو عام 1927 أٌرسل كممثل للحزب فى الجلسة الدولية الثامنة لممثلى الأحزاب،وبعدها سافر إلى موسكو مع بالميرو تولياتي - بالإيطالية: Palmiro Togliatti - ، فى اعقاب هذه التجربة الروسيه خيم عليه الحزن بسبب الكره الذي ابداهة الروسي للوفد الإيطالي، أو بسبب إصدار الكونغرس قرار بطرد غريغوري زينوفيف - بالإيطالية: Grigorij Zinov'ev - ،الذي أنتقد الماركسية ،وتبعه بعذ ذلك ليف تروتسكي - بالإيطالية: Lev Trotsky - .
عندما تم القبض على شقيقه رومولو - 1928 - ورحلته في السجن ترك هذا علامة لسيلونه جعلته ينكر في السنوات اللاحقة أن شقيقه قد انضم إلى "الحزب الشيوعي"،الرغم تأكيدات رومولو وشهادات آخر معتمدة.
وفي الوقت نفسه انتقل المقر الرئيسى للحزب إلى سويسرا وسيلون اتخذ منفاه فى بادئ الأمر فى لوجانو - بالإيطالية: Lugano - ، وبعد ذلك في بازليا - بالإيطالية: Basilea - ألاكثر أمنا؛ واستطاع من سويسرا ان يشن غارات على إيطاليا، حيث تعرض كثير لخطر الاعتقال، نجاحا دائما فى الفرار بفضل العنايه الالهيه المتمثلة فى تدخل دون أوريون لإنقاذه.
بعد طرد آنجلو تاسكا من الحزب، وذلك لشنه هجوما حادا ضد الماركيسيه سيطرت مجموعه من "المنشقين" على قياده الحزب وهم بيترو تريسو - بالإيطالية: Pietro Tresso - ، ألفونسو ليونته - بالإيطالية: Alfonso Leonetti - و بول رافاتزولى - بالإيطالية: Paolo Ravazzoli - وخالفوا أفكار الحزب وناهضوا ستالينى،ادعى سيلونه بأنه يتبنى مواقف "مجموعة الثلاثه".وعقب انتصار ستالين في موسكو يوم 9 حزيران/يونيو 1930، تم طرد الثلاثة من الحزب، وعقب ذلك طرد سيلونه، حيث علم بخبر طرده في 4 تموز / يوليو 1931 من خلال بيان صحفي من "الحزب الشيوعي السويسري"، بينما كان فى مصحة دافوس للعلاج من مرض السل والذى عان منه لسنوات.
يصف إيندرو مونتانيلي كيف حدثت هذه القصه: "شهد سيلونه طرد تروتسكي، زينوفيف وكامينيف.نظرا لعدم رغبته فى المشاركة، فقد تمكن من التغلب على الشعور بالاشمئزاز والنفور من ذلك،ولكن تولياتي لم يتركه وشانه بل طلب منه ان يتكاتف معه، أو بالأحرى ان يتواطئ معه فى القضاء سياسيا ومعنويا على ثلاثة من رفاقه وهم: ليونتى - بالإيطالية: leonetti - رفاتزولى - بالإيطالية: Ravazzoli - وتريسْو - بالإيطالية: Tresso - ، والذين لا غبار عليهم فى ولائهم للحزب. صاغ تولياتي البيان وأدرج اسم سيلونه فيه، اقتناعا منه بأن سيلونه لن يتأكد من صحة البيان قط على الرغم من أنه يم يوقعه بخط يده. في الواقع لم ينكر ذلك سيلونه. ولكن الأحداث هى من تعهدت بالقيام بذلك. كتب رسالة وديه سريه إلى تريسو،أظهر المعارضة لما حدث له وأولئك الذين قد تم طردهم ومن الأساليب التي تم استخدامها.ولم يٌعرف كيف،و لكن الرسالة سقطت خطأ ليس بسبب المتلقي فى إيدي مجموعات تروتزكيستي الذين قاموا بنشرها في صحفهم على اجزاء، لكى تلائم موضوعاتهم . بدأ القادة في موسكو بمقارنة تلك الوثيقة مع بيان الصادر من تولياتي، على أساس ذلك أُتهم سيلونه باللعب المزدوج وتم طرده من الحزب."
الكره والنفور من السياسة، جعل سيلون يرفض عمليا الدفاع عن نفسه ضد الاتهامات التي وجهت له ،والتى من بينها انتمائه لافكار ليف تروتسكي - بالإيطالية: Lev Trotsky - - المفهوم الرئيسي لنظرية تروتسكي هو فكرة التوسع في الثورة الاشتراكية في جميع أنحاء العالم، على غرار ما حدث للاتحاد السوفياتي في عام 1917 - ،خاتما مغامرته في "الحزب الشيوعي". ويوضح ذلك شارحا: "كان بإمكانى الدفاع عن نفسي. كنت استطيع اثبات ولائى.أستطيع دحض الافتراء المزعوم بعملى مع تروتسكي. ويمكنني أن أقص كيف انقلب المشهد لبيانى المزعوم المرسل الى تولياتي.كان بإمكانى؛ ولكن لم ارغب فى ذلك. في لحظة كان لى تصور واضح لاى نوع من الخديعه المدبره والمتوقعه والتشهير أتعرض.بعد شهر، او ربما بعد عامين،كنت سوف أجد نفسي مرة أخرى. كان من الأفضل الانتهاء من ذلك إلى الأبد.كان لزاما عليا الا اهرب من هذه الفرصة الإلهية، أنه باب النجاه."
الانجازات الأدبية
عاش سيلونه حاله من التخبط خارج الحزب الشيوعى والذي أمضى فيه العديد من السنوات، مريض ،منفى، مطارد ومحروم من سبل كسب العيش، لا سيما بعد انقطاع مساهمات الحزب له ويضاف الى كل ذلك معاناته لمأساة أخيه،غير انه وعلى غير المتوقع يجد فى الأدب الطريق للنجاة والملاذ الاخير لكى يحطم هذا الظلام المخيم عليه.
في عامى 1929-30 خلال إقامته في دافوس بسويسرا واسكونا، كتب في غضون بضعة أشهر رائعته الأدبية فونتامارا وأعطاها اسم قرية وهمية فى مدينه ابروز - بالإيطالية: Abruzzo - ، مع أماكن مستوحاه من طفولتة فى مدينه بشينا،والنى تحكي قصة الفلاحين البؤساء "كافوني"في تمردهم ضد "الأقوياء" لتحويل المجرى المائي الذي يروى ارضهم. تم نشر الرواية، التي تمثل واحدة من القضايا الأدبية المعاصرة للقرن،في عام 1933 في زيوريخ - بالإيطالية: Zurigo - ،في هذه الآونة يبدأ سيلونه فى الاحتكاك والتواصل مع البيئة الثقافية التي توفرها المدينة بفضل وجود العديد من اللاجئين السياسيين الذي برز فيهم الفنانين والمفكرين والكتاب. حيث عبر عن ذلك في بداية الرواية:
"ظننت أنه لم يعد لدي ما أعيش من أجله ولذلك بدأت في كتابة قصة تحت عنوان فونتامارا.لقد بنيت فى مٌخيلتى قريه بذكريات مريرة، وبدأت العيش فيها،أنتيجت قصة بسيطة،إلى حد ما، بل بصفحات قاسية، و لكنها جذبت قراء من محتلف البلا على غير المتوقع نظرا للشوق و الحب الذي كان يغذيها و يحركها."
منذ عام 1931 إلى 1933،تولى تحرير المجلة المعلومات التي تصدر باللغة الألمانية - بالإيطالية: Information - ، التي أسسها، حيث تجمع حوله أكثر من سبعين من أبرز الأسماء في الأدب والفن،الأمر الذي جعله يولى اهتماما بالاتجاهات الجديدة للعمارة والتصميم الطليعية،محاكيا بذلك فنانى الفن الباوهاوس - بالإيطالية: Bauhaus - .
وخلال فترة إقامته في زيوريخ - التي استمرت حتى بعد نهاية الحرب - ،كان سيلونه نشط جداً على الجبهة الثقافية بالعمل في دار نشر صغيرة - التي اصًدرت طبعات جديدة من رائعته - و التي تولت نشر كتابات مؤلفي المهجر؛ وجمعته علاقه قويه مع الكاتبة والمحللة النفسيه ألين فالانجين - بالإيطالية: Aline Valangin - التي ساعدته كثيرا بعلمها فى نشر روايته،و التي كادت أن تتلاشى مع غابرييلا سيدينفيلد - بالإيطالية: Gabriella Seidenfeld - ،والذى رغم تحطم المشاعر بينهم ،ما زال مرتبط بها.
في عام 1934ظهرعمله الفاشية - بالإيطالية: Il Fascismo - ،ثم ألاصول والتنمية - بالإيطالية: Origini e svilupp - - العنوان الأصلي بالألمانية ، دير فاشيسموس Der Faschismus - وهي مقاله سياسية، وفي السنة التالية كتب رحلة إلى باريس - بالإيطالية: Un viaggio a Parigi - وهي مجموعة قصصية ساخرة على غرار كتابات بإحدى الصحف السويسرية.
في عام 1936 كان مطلع لرواية الخبز والنبيذ - بالإيطالية: Pane e vino - - التي أصبحت فى الإصدار اللاحق المنشور من قبل أرنولدو موندادوري فارا في عام 1955 النبيذ والخبز - ، نشرت في زيوريخ في1937،حيث يعرض فيه الكاتب بقوة قصه رمزية تحتوي على العديد من نقاط الاتصال بسيرتة الذاتية - الشيوعى "بيترو سبينا" الذي يذهب الى إيطاليا ليطلق العنان لانتفاضة الفلاحين المحليين ضد الفاشيين - .
ومثل فونتامارا،حظيت هذه الروايه بإشاده وترحيب كبيرين ولا سيما من المفكرين الأجانب، بما في ذلك توماس مان أو ألبيرت كامو حيث وصفها قائلا: "إن كلمة قصيده بكل ما تحمل من معانى ،نجدها متجسده بين ثنايا هذا الوصف الحى لإيطاليا الخالدة وريفها، في وصف أشجار السرو وسماءات لا مثيل لها وفى الإيماءات المفعمه بالأحاسيس لهؤلاء الفلاحين الإيطالين"
وبفضل هذا النجاح الأدبيى الجديد أصبح سيلونه مفكرا رائدا فى الحياة الثقافية الأوروبية، وخاصة فى الرسوم المتحركة فى سويسرا؛ زاد من هجومه ضد نظام موسوليني ونظام ستالينى السوفياتية"، وصولا الى التحدث عن "الفاشية الحمراء"، غير أبه كما هو،للسمات والتكوين،للعقائد الأيديولوجية المهيمنة، مدفوعا بإيمانه الراسخ فى الحرية و العدالة الحقيقية.
ودُعى، في السنوات الأخيرة، للتعاون مع أهم المجلات السياسية ولكن سيلونه، متأثرا من تجربة ترك الحزب الشيوعى،لم يقبل سواء اقتراح كارلو روسيلي للكتابه في مجلة حركة العدالة والحرية قائلا انه "لا ينتمي لأي منظمة و يري أن يظل هكذا" ولا فيما بعد دعوات بعض المفكرين الألمان المؤيدين للسوفيت لمجلة داس فورت الالمانية ، تحت إدارة برتولت بريشت.
ونأخذ فى عين الاعتبار أيضا تعليقاته على "الفاشية الحمراء"والتي إستحوذت على مقالتة الجديدة مدرسة للحكام المستبدين،ببنية سردية مختلفة - وفي الواقع هو حوار بين ثلاثة شخصيات،بطابع ملئ بالسخرية والتهكم - والتي تم نشرها في ألمانيا في عام 1938، وتُرجمت في إنكلترا والولايات المتحدة،ومع ذلك لم تحظى بعدد كبير من الطبعات ولذلك لعدم وجود نسخه باللغة الفرنسية وحظرها في ألمانيا وفي النمسا، كذلك، بطبيعة الحال في إيطاليا حيث أنها لم تنشر إلا في عام 1962، حيت تولت دار نشر أرنولدو موندادوري طباعتها.
ظهرت له فى عام 1938 مقاله نُشرت في لندن - ونُشرت فقط في إيطاليا في عام 1949 فى بونتى تحت العنوان: لقاء جديد مع جوزيبي ماتزيني - والتى يتناول فيها جزء من أفكار ماتزينى والتى ستتبلور في رواياته وكتاباته مستقبلا.
عاد سيلونه،فى السنة التالية، للمرة الأولى منذ صدمة خروجه من "الحزب الشيوعي"،للأحتكاك بالسياسة في شكل لقاء لمجلة من اليسار الراديكالي الأميركي؛وكان لازاما على سيلونه أن يبدأ من الاشتراكية المتأصلة من أجل بناء ما يسمى "الطريق الثالث"، لا ينتمي لأي منظمة و يري أن يظل هكذا
بعد مذكرة اعتقال مرفقا بها طلب تسليم أُرسل إلى "الحكومة السويسرية"من قبل الحكومة الإيطالية،والتى لم تكن لها عواقب جيدة حيث فرضت الحكومه السويسرية على الكاتب عدم الانخراط في الدعاية السياسية،إلتحق سيلونه،متزامنا مع دخول بلاده فى الحرب،بمركز الأجانب للحزب الاشتراكي"،وعمل سكرتير له تحت اسم مستعار "سورماني".
سنوات الحرب
في عام 1941 صدرت رواية بذرة تحت الثلج باللغة الالمانية، ونٌشرت في العام التاليى فى دار نشر نوافى إديتسوينه دى كابولاجو فى مدينه لوجانو باللغة الإيطالية ،رغم محاولات الحكومة السويسرية،تحت ضغط من الانتداب الإيطالية في برنا، لإخضاع الرواية لرقابة صارمة. تمثل الروايه الامتداد الطبيعي لرواية الخبز والنبيذ - حيث صور فيها مصائر عدد من الأبطال الاشتراكيين الذين حاولوا مساعدة الفلاحين على تحمل مأساتهم، وقد مُسرحت الرواية عام 1944، وعرضت في لندن ونيويورك - وتعرض الرواية أهداف سيلونه وغايته فى إغراء ومغازلت الصحافة، وبلأخص الصحافة والنقد الأدبي الأجنبي.
في كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه تعرف سيلونه فى مدينة زيوريخ على دارينا لاراسي، مراسلة أيرلندية لنيويورك هيرالد تريبيون؛ من أول لقاء في مكتبة فى مدينة زيوريخ، متبوعا بعديد من اللقاءات و التي انتهت الى حفل زفاف في روما بعد أربع سنوات، حيث ظلت دارينا رفيقة العمر لسيلونه حتى وفاته.
في عام 1942 في مؤتمر بعنوان موقف السابقين،أظهر سيلونه أفكارها إلى مجموعة من كبار رجال السياسة السويسريين والألمانيين، مهاجم الالتفاف العقائدي للماركسية الذي هو، بالنسبة له، "واحدة من مأسي عصرنا،" مكتشف التراث المسيحي، أملا فى أن يشمل النظام الاتحادي أوروبا في نهاية الصراع؛ تحدث أيضا عن ما يسمى "بالجبهة الثالثة"التي تعارض الفاشية وتدخل الديمقراطيات المتحالفة ،ودشن مجلة تحمل شعار صيغة غاندي "العصيان المدني"،كما أعد بيان للعصيان المدني، نُشر في صحيفة "الجبهة الثالثة"،الناطق الرسمي للحزب الاشتراكي الإيطالي ".
بسبب تطاوله المفرط القت السلطات السويسرية القبض عليه في 14 كانون الأول/ديسمبر 1942 بتهمة "أنشطة سياسية غير مشروعة"، ولكن أمر الطرد صدر فقط بناء على طلب التسليم الوارد سابقا من "الحكومة الإيطالية" والذى لم ينفذ بعد؛ولقد حجز سيلونه فقط لأسباب صحية في دافوس، ثم فى بافاريا، حيث مكث حتى نهاية إقامته في سويسرا.
ولتراجع العمل المسرحى الخبز والنبيذ أصدر فى عام 1944 عمله واختبأ - Ed egli si nascose - حيث نٌشر أولاً بالألمانية،ثم باللغة الإنكليزية بفضل ترجمة لدارينا؛ونُشر في إيطاليا في العام التالي فى "نشر الوثيقة".
فى 1شباط/ فبراير 1944 عين مديرا للإصدار الجديد من مجلة مستقبل العمال ،صحيفة قديمة فى زيوريخ،والتى تم تجديدها، حيث أشعل سيلونه فيها روح المناقشات الثقافية،وكتب معظم المقالات واختار المواضيع التي يجب تناولها؛ وفي الوقت نفسه تعاون مع مجلة أخرى، "الصحافة الحرة"، صحيفه ذات ميول اشتراكية لكانتون تيتشينو.
العودة إلى الوطن
في 13 تشرين الأول/ أكتوبر 1944 عاد سيلونه إلى إيطاليا، بعد سنوات فى المنفى،بطائرة عسكرية أمريكية صغيرة في مطار كابوديكينوا في نابولي، قضى ليلة في كازيرتا ثم انتقال فى اليوم التالي الى روما حيث التقى بيترو نينًى وقد أشار الزعيم الاشتراكي عن هذا اللقاء في يومياته:
"اللقاء كان مفعما بالمشاعر. وقد شعر بذلك سيلونه.ولكى نتجاوز أي تبادل للاتهامات حول الماضي قال لي أننى كنت بالنسبة له رئيسا للحزب، وأنه يتفق تماما مع السياسة الموحدة، التي وضعها تحت تصرف الحزب و إذا اعتقدت فيه غير ذلك، سوف يلجأ للهرب فى نشاطه ككاتب".
بعد تحرر البلاد وتردى الاحوالة واستحالة عودة أوضاع البلاد على ما كنت عليه انفا فى اعقاب الحرب،بدأ سلونه أنشطته الثقافية في إيطاليا، عارضا بعض مراحل حياته المضطربة، واتخذ موقف ضد الحركات المعادبة للفاشية وأظهر معارضته لأية تطهير فى الحزب - في هذا الصدد نشر فى جريدة افانتي! مقالا تحت عنوان التغلب على أعداء الفاشية.
رأى سيلونه ان السياسة جزء لا يتجزأ من الثقافة و ظهرت تحليلاته الحادة والعميقة في كل المقالات التي نُشرت في مجلات مختلفة، وأيضا من خلال المشاركة النشطة في المبادرات الثقافية - كان رئيس الرابطة الوطنية "أصدقاء الجامعة" وأسس مع زوجته، "مسرح الشعب".
في كانون الأول/ديسمبر 1945 يُعين سيلونه مدير الطبعة الرومانية من مجلة افانتي"،وبعد مشاركته، جنبا إلى جنب مع ساندرو برتيني،فائزت الحركة في "المؤتمر الأول للاشتراكية"؛وبقي في الجريدة حتى صيف العام التالي. ثم دٌعى إلى لندن جنبا إلى جنب مع نينًى، من قبل حزب العمل لإجراء مناقشات غير رسمية حول معاهدة السلام؛ هناك عرف جورج أورويل الذي ألتقى به عدة مرات.
في عام 1946، أسس، وأدار المجلة الدورية - كانت فى بادئ الأمر تصدر كل أسبوعين، ثم تحولت إلى أسبوعية - "أوروبا الاشتراكية"،والتى كرس لها قدرا كبيرا من الجهد، وجزءا كبيرا من وقته،مما اضطره الى التخلي عن منصب السفير الإيطالي في باريس.اتبع سيلونه إطار تحريريا جديدة فى المجلة،حيث استئنف الكفاح السياسي والثقافي تحت قيادة مجلة مستقبل العمال - Avvenire dei Lavoratori - ،بهدف أساسا المطالبة بإستقلال الاشتراكية عن الحزب الشيوعى الايطالى،وتحليل العلاقة بين السياسة والثقافة،وإطلاق موضوع الوحدة الأوروبية.
المعترك السياسي والثقافي
شارك في المعترك السياسى وهو عضو فى الحزب الاشتراكي،متحركا على مستوى النزاع مع الحزب الشيوعى الايطالى،والمطالبة بالحكم الذاتي الاشتراكي؛كان أحد مجددى عصر وخاصة فى مواقفه المنفتحة تجاه الكنيسة: في عام 1948 وقف ضد التحالف الشعبي بين الحزب الشيوعى و الاشتراكى فى الانتخابات والمؤيدة من قبل نينًى وكان دافعه فى ذلك فشل الاشتراكيين فى الانتخابات.وكانت خيبة أمله السياسية الجديدة فى تجربة قصيرة فى الحزب الاشتراكى المتحد المتأسس في كانون الأول/ ديسمبر 1949،بالإتقاء والإندماج بين الحزب الاشتراكي الإيطالي الحالي والحزب العمال الاشتراكي اليسارى الإيطالية. في عام 1948، وقع،مع العديد من المفكريين و المثقفين بيان أوروبا الثقافة والحرية .
وفى هذه الآونة،وللمرة الأولى بداء يدرك النقاد الايطالين قيمة الكاتب الابروتيسيزي، مُقدرا من الخارج، ولكن لا زال لم يحظى بتقدير فى وطنه ؛وكان معبرا جدا حكم جينو بامبالوني عندما اكد في بداية عام 1949: "أهمية سيلونه في أدبنا المعاصر ملحوظ، أكبر بالتأكيد مما قد يتخيله النقاد فى عصرنا هذا."
في العام نفسه حظيت فونتامارا بقدر كبير من الاهتمام وتصدرت دور النشر،حيث نشرتها أرنولدو موندادوري،و التي ألقى سيلونه عليها مراسيه و التي سوف يظل مرتبط به حتى نهاية الإنتاج الأدبي له،و تلاها الطبعة الثانية من بذور تحت الثلج ومن روايته الأولى بعد الحرب.
كانت روايته جديدة، حفنة من العليق، لائحة اتهام حقيقية لفرض الشيوعية والتى هيمن عليها الطابع السوفيتي بعد أن فقدت كل اتصال مع المشاكل الحقيقية للطبقة العاملة.و كالعادة حظت الروايه فى الخارج على تقدير كبير ونقد إيجابي - والتي تٌرجم إلى أكثر من 10 لغات - ،ولكن في إيطاليا،كما كان متوقع نشأت خلافات وتعرض الرواية لهجمات قاسية فى أعمدة مجلات مختلفة منها الوحدة والنهضة والقادم ،وتلتها مناوشات لفظية قاسية على قدم المساواة بين الكاتب وتولياتي .
في عام 1953، فى مناخ سياسي ملئ بالصراعات الداخلية والدوليه اُقنع من قبل جيوسيبي ساراجات إلى خوض المعركة الانتخابية على قائمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الإيطالي معرضا لفشل شخصي؛ أولاً لم ينتخب في 20 مقاطعة - أكويلا،كياتى، بيسكارا وتيرامو - ،وحصل على فقط 320 صوت في بلده بشينا. ومنذ ذلك الحين ابتعد بشكل دائم عن الحياة السياسة النشطة.
كان رئيس لجنة التحكيم في "مهرجان البندقية السينمائي" لعام 1954 ،وارتباطه العاطفي للرابطة حرية الثقافية والتى كان الكاتب الابروتيسيزي واحد من الملهمين الرئيسين والذى لقب من قبل أعضاؤها بلقب غاندي المهاتما - الروح العظيمة - جعلته يقوم برحلات متكررة في الخارج، شارك خلالها في مؤتمرات ومناقشات مع أمثال جان بول سارتر - كان سيلونه في تلك الآونة قريب ومؤمن بافكار سيمون ويل - .
بعد صدور الطبعة الجديدة من النبيذ والخبز وتشكيلها وتوسيعها وفقا لاسلوب سيلونه، أعاد ضبط بعض أعماله مع التنقيح والمراجعة، أسس مع نيكولا تشيارومونتي مجلة الزمن الحاضر - نيسان/أبريل 1956 - ،وذلك استجابة للحاجة لجريدة ثقافية متحرر عن الأحزاب، ومستقلة عن الضغوط السياسية وأيديولوجيتها. واعتبر المجلة المؤرخ والصحافي البريطاني فرانسيس ستونور سوندرز - فى جريدة الحرب الباردة الثقافية. والسى أي ايه وعالم الفنون والآداب - ، المستفيدة من التمويل المقدم من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عن طريق مؤسسة الحرية الثقافية ،على الرغم من ذلك قال سيلونه أنه لم يكن على علم بأصل الأموال إلا في عام 1967.
عقب الثورة المجرية عام 1956، تعاطف مع مثيري الشغب في بودابست وأدارى من ايطاليا الصحيفة المجرية اوجساج أولاسزورسزاجي ونشر فى صحيفة الاكسبريس الفرنسية ، في كانون الأول/ديسمبر 1956 مقال تحت عنوان الدروس المستفاد من بودابست،حيث هاجم بشدة ، بين أمور أخرى، موقف تولياتي الذي عبر عن الوقائع الهنغارية مبينا أن: "انه من الإبتذال والوقاحة أن اللغة الإيطالية لم تعترف بعد بسقوط الفاشية." اتخذ موقفا حاسما في عام 1956 في صراعات الرأي لصالح عالم الاجتماع تريستيانوا دانيلو دولتشى ،وتعاطف مع الفلاحين في بارتينيكو، واعتقل زورا.
أن انعكاس السيرة الذاتية والمناظر الطبيعية الخلابة فى مدينة ابروتسوا ميزت مرة أخرى أسلوب الكاتب فى رواية الجديدة الذي نشرت في عام 1956: إيل سيجريتو دي لوكا. بالإضافة إلى هذه المواضيع الكلاسيكية في الأسلوب الروائي لسيلونه ، من الجدير بالذكر ان لهذه الرواية نهجاً مختلفاً،إن لم يكن بسبب وجود قصة حب،فإنه موضوع غريب على الإنتاج الأدبي فى المنفى.
شارك مع رودى، من 6 إلى 11تشرين الأول/ أكتوبر 1958 في حلقة دراسية هامة بعنوان الحكومات التمثيلية والحريات المدنية في الحكومات الجديدة وركز على قضايا السياسة العامة الدولية، ولكن من مكانه هذا أرسل الكاتب إشارة إلى الساحة السياسية الإيطالية،حيث بدأ سيلونه معركته الفكرية ضد الأحزاب السياسية وتسييس الحياة الوطنية العامة بأكملها .
مسيحي بلا كنيسة
بوضوح التحليل نستطيع استباق الزمن، بدأ سيلونه التحدث بالفعل في الآونة الأخيرة من النظام الحزبي، قائلا "نظراً لأن المركز الحقيقي للسلطة خارج البرلمان، في مسئولى الأحزاب، انه لحريا بنا القول أننا نعيش في نظام الحزبية.وبسبب الجدل القائم حول كيانات الاحزاب،إتخذ موقفا متشددا اثناء اجتماع أصدقاء العالم عام 1959 في الذكرى السنوية الثلاثين للاتفاقية البابوية،أن تدخل الكنيسة في الحياة السياسية الإيطالية مثل لسيلونه انتهاك صارخ للحزب الايطالى، الديمقراطية المسيحية.
كما أنه قد ظهر " الاشتراكي بدون حزب"، حيث اظًهر سيلونه عدم الاكتراث إلى التسلسل الهرمي للكنسية،وأطلق على نفسه مسيحى بلا كنيسة ؛المسيحية التي يمكن تتبع تاريخها والذى يعود بنا إلى نقاء رسالة الإنجيل،وقد نضج المفكر الابروتسى، فعلا في السنوات الأخيرة من الخمسينات حيت أستطاعت معتقداته حمله الى أن يكتب في نهاية العقد القادم أحد كتبه الأكثر نجاحا والأوفر حظا فى النقد.أن الاشتراكية المسيحية لسيلونه لا تقبل الحلول الوسط بهيكلها وسموها؛ وعنه كتب النقاد: "فساد الدين كان من بين الأشياء التى جرحته وجعلته يشعر بالازدراء "
في أيار/مايو 1960 نشر روايته الثعلب وأزهارة الكاميليا، الرواية يبدو وكأنه انعكاس لقصة قديمة نشرت في الرحلة إلى باريس،بعنوان الثعلب،عمل ربما ليس من بين أعماله المعروفة جيدا ولكن، على الرغم من بعض الانتقادات التي عُبر عنها فى دار نشر ألبرتو موندادوري، حققت مبيعات في "طبعتها الثانية" - 1964 - ، أكثر من 70،000 نسخة.
فى السنة التالية شارك في مؤتمر حول الأدب العربي المعاصر،والتى وقتها كانت المجلة الزمن الحاضر من بين المنظمين له وسافر في رحلة مع زوجته الى منطقة الشرق الأوسط. زائرا الأراض المقدسة، وتعرف على تلك الأماكن، المماثلة لتلك التي فى رواياته "المناظر الطبيعية للروح".
في عام 1962، بعد إصدار الطبعة الثالثة من البذور تحت الثلوج و ومدرسة الطغاة، مقال تحليلي للفاشية والشمولية بشكل عام، بدأ تعاونه مع إيل رستو دل كارلينو، بناء على دعوة ملحة من جيوفاني سبادوليني،وتحديدا عندما بدأت الحظوظ الاقتصادية لمجلة الزمن الحاضر تخلق صعوبات جمة لسيلون وتشيارومونتي الذين استطاعوا ان يبقوا على المجلة حتى عام 1968.
في عام 1963 أصبح "الملحق الثقافي للسفارة الأمريكية في روما، وعلى الرغم من الجدل الذي كان هناك حول سرية التمويل الأمريكي المزعومة لمجلة الزمن الحاضر،والذى كُذب من جانب سيلونه، حقق الفوز لأول مرة فى أثارت الشكوك بالاشتراك مع الأميركيين انفسهم والذين بالرغم أنهم يقدرونه ككاتب كبير من جانب ولكن اتهموه بالمكارثية من جانب اخر.
إعترافات نقدية
صدرت رواية باب النجاة فى عام 1965،وكانت هذه الرواية هى البداية لاعترافات نقديه ايطالية.كان الكاتب، منذ روايته فونتامارا، موضع تقدير وإحترام من الخارج ولكن لم يحظى بذلك فى وطنه،حيث إنتقده النقاد دون سابق إنذار على انه مؤلف للأدب الفوراي أوشيتيزمو - أنشطة سياسة للمنشقون ضد حكومة البلد التى تم نفيهم منها - .وانحدر بالأسلوب الاخلاقى مع عدم وجود قيم فنية. مع باب النجاة،هى نوع من "يوميات سياسية"أدركنا أننا نتعامل مع شخصية مختلفة ولم تقلل الانتقادات الذاتية ما من عارضه فى الماضى.
في هذا العمل لإعادة التأهيل، وأن يكن جاء متأخراً،هرب المفكرين من الالهام الماركسي الذي، على الرغم من الموقف الشجاعة لصالح سيلون من كارلو بو،لم يسمح لها المشاركة في "جائزة فياريجيو" من تلك السنة؛معبرة تلك العبارة التي، وفقا للبعض،قالها رئيس الجائزة الأدبية ليونيد ريباسي،متحدثا عن باب النجاة ،ومؤيدا الاستبعاد من الجائزة الأدبية ، أنه سيتعين عليها صراحة القول: "لا يمكن مكافأة كتاب يٌهين ذاكرة تولياتي .
ودوده أكثر من أي وقت مضى جاءت الانتقادات من نقاد الألهام الكاثوليكي،الذين رحبوا بالعمل. وأستمر فى الخارج الثناء على ذلك الكاتب الأبروتيسيزي ؛ حتى انه قال عنه إيروينج هاو في عام 1969: "كل كلمة من كلماته تحمل فى طياتها معانى خاصة، بصمة أخوية وإنسانية مشتتة. حقاً وبقليلاً من الغموض أن النقد الأدبي في كل مهابته، أنه ابدأ لم يخترقه:أنه رجل، بكتابات بسيطة ودون عناء، سوف يجعلنا نشعر مما يدع مجالا للشك بكل ما يكتب" وأثني أيضا عليه برتراند راسل مصنفه كواحد من عظماء إيطاليا .
لنشهد على حالة من الاستقلال الذاتي للفكر سيلونيانو، هنا عندما يكتب البيشينيسي في باب النجاة، حول مفهوم الحرية، والقوية دائما داخله،حتى انه انشد بعض ابيات الاناركيه: "الحرية.. هي إمكانية الشك، واحتمالية الخطأ، والقدرة على البحث،والفحص،أن نقول لا لأي سلطة أدابية،فنية،دينية،فلسفية،إجتماعية وايضا سياسية."
في عام 1966 حصل على درجة فخرية في جامعة ييل، بالولايات المتحدة وأيضا في تلك السنة أذاع الرأي بثا مسرحيا من رواية - واختفى - وأجزاء مأخوذة من الثعلب وازهار الكاملية.وهكذا بدأت شعبية سيلونه في الارتفاع،بعد سنوات من النبذ.
جائزة سوبر كامبيللو
أن التقديس الحقيقى لسيلونه فى وطنه، أن كان قد جاء متأخراً،أتي مع عام 1968، السنة التي خرجت فيها رواية - مغامرة مسـيحي متواضـع - ،وهو آخر كتاب نشر له في حياته. هذا هو السيناريو الذي يفسر ضمنيا قصة البابا "تشلستين الخامس - الرافض الاكبر لدانتي - . للتعمق اكثر فى قصة البابا-الناسك، قد عمل سيلونه بجد لأكثر من سنة في بلده ابروز،بين سيلمونى، أفيدزانو،أكويلا وبيسكارا مع البحث عن الوثائق الأرشيفية،بالرغم من بعض المشاكل الصحية الخطيرة - وقد نقل بالفعل الى المستشفى - . في الجزء الأول من الكتاب الكاتب البيشينيزي يعيد بناء دربه الخاص في أرض ابروتسو،مشيدا برائحة نقاء المثل العلياى المسيحية التى يشعر بإرتباطه العميق بها. حيث يصف سيلون ماجيلا، الجبل الذى كان بمثابة خلفية لقصة بيترو تشيليستينو، راويا في الكتاب: «ميلا هو لبناننا نحن في ابروتزى.منحدراتها ،كهوفها، وحدودها قابعة فى اعماق الذكريات. في نفس الأماكن، كما في زبيد، يعيش العديد من النساك،حيث اختفي فى الآونة الأخيرة المئات ومئات لا يشملهم القانون، ومئات من سجناء الحرب الهاربين،والمناصرين - الذين ينتمون إلى حركة مقاومة ضد النازي-الفاشي خلال الحرب العالمية الثانية - ،والذين كان يدعمهم الكثير من السكان"
مغامرة مسـيحي متواضـع هو نجاح تحريري ونقدى،وبفضلها فاز سيلونه، في أيار/مايو 68 في مدينة أوديني، جائزة موريتي دورو وفى 3 أيلول/سبتمبر تم منحه، فى مدينة البندقية، جائزة كامبيللو سوبر. اُصيب الكاتب مرة أخرى بمرض حالا دون أن يحضر حفل توزيع الجوائز في جزيرة "سان جورجيو"، لكن تم الاتصال به فى المنزل بفضل الرأي. وكان واضح الإجماع النقدي على الرواية بالنظر في أعماله الأدبية الآخرى، والتى بلغت الذروه في إنتاج سيلونه الكامل؛وبالرغم من ذلك استمرت الصحافة الشيوعية في تجاهله.فى عام 1982 أي بعد 4 سنوات من وفات سيلونه حصد الكتاب جائزة كامبيللو الذهبية للعشرين عاما. ورات المغامرة فى 31 آب/أغسطس 1969 بعدا مسرحيا،دون تغير في النص، مع انطلاق الدراما تشيليستينيان في "سان منياتو"؛ متبوعة بتمثيل ثاني في 21 كانون الثاني/يناير 1971 في أنكونا. ولكن عام 1968 ،الذي كان عام الإنجازات الشخصية إلى سيلونه، فضلا عن التغييرات السياسية التي لم تترك الكاتب هو وشائنه،هي أيضا السنة التي أٌغلق فيها تجربة مجلة الزمن الحاضر، لضائقة إقتصادية،معلق النشر بها.
السنوات الأخيرة
منح 19آذار/ مارس 1968 سيلونه "الجائزة الدولية" للآداب في القدس؛ في العام التالي، بمناسبة عيد ميلاده السبعين، تلقي العديد من شهادات التقدير مع مقالات في الصحف الإيطالية الكبرى ، مع نشر المقالات والدراسات عن الكاتب وعدد خاص من مجلة الدراما التي تقوم بجمع شهادات من الكتاب والمثقفين من جميع أنحاء العالم وقال ريباتشي، الذي رفض قبل سنوات منحه "جائزة فياريجيو"، الآن يقول له: "واحد من أعظم الكتاب اليوم، وأنه من الخذى أن يبقى على مدى عقود في الظلال".
حصل على درجة فخرية في جامعة تولوز للأسباب التالية: لقد ذكر مسبقا فى أعماله مشاكل شباب مايو في باريس؛ في باريس تم منح في عام 1971 على جائزة الأدب العالمي "ديل دوكا" لكن، بعد حفل توزيع الجوائز اصيب بوعكة صحيه ونقل الى المستشفى. مشاكله الصحية زادت من عام 1972 ولم يسمح له برحلات متكررة أكثر من منزله في روما في شارع "ريكوتي فيلا" حيث كان يعيش مع زوجته دارينا، ولكن مع ذلك لم يقطع عن المناقشات الفكرية والكتابة.
في عام 1974 نشر في اليوم والغد،مجلة بيسكاراية، قصه تحت عنوان حياة وموت رجل بسيط. في عام 1977 إشتد به المرض، ولكن زوجته دارينا نقلته إلى فيوجي وتم تفادي الازمة. في نفس العام، بدأ سيلون كتابة روايته الجديدة، سيفيرينا، قصة فتاة اليتيمة التي تربت في دير حيث حضرت مظاهرة عماليه قتل فيها أحد المتظاهرين. ولكن الكاتب فشل فى إكمال الرواية؛ بعد عودته إلى روما،حيث تدهورت حالته الصحية، وفى الواقع كانت رحلتة إلى عيادة فلوريسانتى في جنيف الأخيرة فى حياته.
مات سيلون في عيادة جنيف وبعد ذلك بيومين تم نقل رفاته إلى بشينا ليوضع في مقبرة الأسرة. في العام التالي تم وضع جثمان الكاتب في مكان ،حيث أنها ما زال فيه، تنفيذا لوصيته:
'وأود أن أدفن تحت اقدام برج الاجراس القديم لسانت بيراردو"، في بشينا، مع صليب حديد يستريح على الحائط، و وجه فوتشينو،على مسافة.'
وقال منذ بضع سنوات مضت، في مقابلة عندما سئل إذ كان يخاف الموت: "لا،لقد اقربت منه مرات عدة نظراً لحالتي الصحية التى لم تكن جيدةً. نعم، لقد مرت حقا أوقات كنت فيها قريبا منه للغاية،ليس لدى أي خوف. أنها لحقيقة التي تمثل جزء بالإضافة لمشاكل أخرى لمعنى الحياة. الذين يفكر جديا فى معنى الوجود لا يعتقد أن الموت هو نهاية الوجود"
بعد ثلاث سنوات من وفاة زوجها في عام 1981، أكملت دارينا لارسي مراجعة واستكمال الرواية الأخير، سيفيرينا، وأعطتها للصحافة.
قضايا سيلونه
"كل ما جعلنى اكتب، وربما كل ما سوف اكتبه، وبالرغم من أننى قد سافرت وعشت فى المنفى لفترات طويلة،يشير فقط إلى ذلك الجزء من الحى الذى بنظرة تستطيع ان تعانقه من المنزل حيث ولدت. هو حي، مثل باقي احياء ابروزو، يفتقر الى التاريخ الحضارى، ذو طابع مسيحي وتشم فيه رائحة العصور الوسطى.لا يتملك أي معالم جديرة بالذكر عدا الكنائس والأديرة.لقرون عدة لم يكن لها ابناء مشهورين بإستثناء القديسين وعمال المحاجر.واقع الوجود الانسانى هناك كان دائماً مؤلما؛ يعُتبر الألم اول القدريات الطبيعيه ؛ الصليب وحده فى هذه الاجواء محفيا به ومكرم. كانت اشكال التمرد المقبولة على القدر فى، في أرضنا، هى الفراتشيسكانيزم والأنركيا"
وبفضل سيلونه تم تناول موضوعات الانسحاب أو العزلة الاجتماعية والالتزام السياسي العميق التي تشربت به كل أعماله.كان سيلونه من بين أوئل الكتاب، جنبا إلى جنب مع مجموعة كبيرة من الكتاب البريطاني، الذين تعمقوا فى معالجة القضايا الاجتماعية داخل النموذج السردى في الرواية؛ ولكن سيلونه هو من حمل على عاتقه القضايا الريفية، فى حين اننا نجد أن البعض الآخر قد حلل بدلاً من ذلك عالم العمال فى المجتمع الصناعي. ومن الواضح أنه رمز لذلك فى فونتامارا، حيث تخرج الانتقادات الاجتماعية من خلفية للتضامن والتقوى المسيحية، وإلى جانب تناول بعض الموضوعات الأخرى فى الفترة التي كتبت فيها الرواية بوصفها مقطع عرضي للحياة الإيطالية في الريف في الفترة الفاشية من جهل "الفلاحين" وبعدهم المطلق عن السياسة، معبرا عن ذلك بنبرة أحيانا ساخرة واحيانا أكثر مرارة وخيبة أمل.
قوية كانت انعكاسات الأحداث الشخصية للكاتب فى إنتاجه الأدبي بالكامل.الأقصاء من "الحزب الشيوعي"، وبعد خيبة أمل فى الماركيسية، جعله يتخذ مواقف التعنت ورفض التوصل إلى حل وسط مع أي من القوة الحاكمة، إلى جانب الالتزام بالمشاركة الثقافية والسياسية فى البدايه مناهضة للفاشية، ثم كحامل للمثل "المسيحية الاشتراكية" ولقد ظهرت سيرته الذاتية فى أعمال مثل الخبز والنبيذ، والبذور تحت الثلج أو سرً لوكا.
وجد بطل رواية الخبز والنبيذ، على سبيل المثال، الثورى بيترو سبينا، نفسه في منافسة قوية مع الحزب السياسي نفسه الذي شارك فيه وطرد منه، وحاول، خائب الأمل، استرداد تلك المثل العليا للحرية والتضامن الإنساني التي كانت أساسا لاعتقاده، مع محاولة العودة بطريقة فضائلية للقيم الفطرية للإنسان.
إن البنية السرديه لسيلونه، والمنسوجة بلغة بسيطة، تفتقر أحيانا للاسلوب الأدبيى، غالباً ما يتم بناؤها على أساس ثقافة الفلاحين الصلبة، والتي نشأ فيها الكاتب، وتعتمد أحيانا على سرد قصص الحياة، الأساطير والمعتقدات الشعبية التي تعلمها في سن مبكرة في بلده ابروزو. حتى على سبيل المثال، ظهور بعض شخصيات "الفلاحين" بطريقه أسطورية فى رواية فونتامارا، معارضا سائر المكونات الاجتماعية، كان سيلونه يأخذ قيمة من بعض النواحي التي لم يسبق لها مثيل في الأدب، ويعتبر سيلونه أول من عرض واقع الريف فى جنوب إيطاليا ليس بطريقة المثالية، ولكن بطريقة مريرة وقاسية ومعقدة، مع كل الرثاء اليائس للاستسلام والتضحية. حتى يكتب في البذور تحت الثلج: "الحقيقة ليس في وعي الفقراء، ولكن في وجودهم؛ حيث عاشوا فى عزلة ممتزجون مع بعضهم البعض.و تأكيدا لذلك، قال"غ

Source: ويكيبيدبا،الموسوعة الحرة

Messages of Condolences

No messages, be the first to leave a message.

Send a Message of Condolences to سِكوندو ترانكويلي

You must