close

عبد العزيز الرنتيسي

Date of death: Saturday, 17 April 2004

Number of Readers: 93

Known asعبد العزيز الرنتيسي

Specialtyسياسي

Date of birth23 October 1947

Date of death17 April 2004

كان سياسي فلسطيني وأحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية حماس. وقائد الحركة في قطاع غزةقبل اغتياله.
ولد في قرية يبنا - تقع بين عسقلان ويافا - ولجأت أسرته بعد حرب 1948 إلى قطاع غزة واستقرت في مخيم خان يونس للاجئين وكان عمره وقتها ستة أشهر ونشأ الرنتيسي بين تسعة إخوة وأختين، إلتحق وهو في السادسة من عمره بمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين واضطر للعمل أيضا وهو في هذا العمر ليساهم في إعالة أسرته الكبيرة التي كانت تمر بظروف صعبة وأنهى دراسته الثانوية عام 1965. وتنحدر عائلة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي إلى قرية رنتيس شمال غرب رام الله بحيث اضطرت العائلة لمغادرة القرية في بداية الاربعينات بسبب خلاف مع احدى عائلات القرية ولقد كان الدكتور عبد العزيز الرنتيسي مخلصا ومحبا لقرية رنتيس ويقال بانه زار القرية في بداية الثمانينات من القرن المنصرم.
ويتذكر الرنتيسي طفولته، فيقول: "توفي والدي وأنا في نهاية المرحلة الإعدادية فاضطر أخي الأكبر للسفر إلى السعودية من أجل العمل". ويردف: "كنت في ذلك الوقت أعد نفسي لدخول المرحلة الثانوية، فاشتريت حذاء من الرابش، (البالة)، فلما أراد أخي السفر كان حافيا، فقالت لي أمي أعط حذاءك لأخيك فأعطيته إياه، وعدت إلى البيت حافيا، أما بالنسبة لحياتي في مرحلة الثانوية فلا أذكر كيف دبرت نفسي".
كان عبد العزيز الرنتيسي من المتفوقين، وهو ما أهله للحصول على منحة دراسية في مصر على حساب وكالة غوث اللاجئين – أونروا - وهناك درس طب الأطفال في مصر لمدة 9 سنوات وتخرج في كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972، ونال منها لاحقاً درجة الماجستير في طب الأطفال، ثم عمل طبيبا مقيما في مستشفى ناصر - المركز الطبي الرئيسي في خان يونس - عام 1976 شغل الدكتور الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها: عضوية هيئة إدارية في المجمع الإسلامي والجمعية الطبية العربية بقطاع غزة والهلال الأحمر الفلسطيني وعمل في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام 1978 محاضراً يدرس مساقات في العلوم وعلم الوراثة وعلم الطفيليات.
بدأ الرنتيسي العمل في مجال الطب عام 1972، وتزوج عام 1973، ويذكر ما حدث له في ليلة زفافه ويقول: "لم يكن في المخيم كهرباء، وكنت أول من سحب خط كهرباء في المخيم. لكن للأسف الكهرباء كانت ضعيفة لم تنر المصابيح، فطلبت من البلدية تقوية التيار الكهربائي من أجل إتمام مراسم زواجي، فوافقوا أن يقووا التيار الكهربائي لمدة ثلاثة أيام فقط".
وعن بداية مشواره مع الحركة الإسلامية يقول الرنتيسي إنه تأثر أثناء دراسته بمصر كثيرا بالشيخين محمود عيد وأحمد المحلاوي، وكانا يخطبان في مسجدي السلام باستانلي والقائد إبراهيم بمحطة الرمل في الإسكندرية.
وأضاف الرنتيسي : "كانت الخطب سياسية حماسية؛ فمحمود عيد كان يدعم القضية الفلسطينية، وكان يواجه السادات بعنف في ذلك الوقت؛ وهو ما ترك أثرا في نفسي، فلما عدت من دراسة الماجستير بدأت أتحسس طريقي في الحركة الإسلامية مقتديا بأسلوبه ونهجه"، موضحا أن أول مواجهة له مع الاحتلال الإسرائيلي كانت عام 1981 حيث فرضت عليه الإقامة الجبرية ثم اعتقل على خلفية رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال.
تقول زوجته : بعد زواجهما بثلاث سنوات وتحديداً عام 1976، بدأت أم محمد تلاحظ تغيراً ملموساً على زوجها فقد شرع يتغيب عن المنزل، ولا يعود إلا بعد منتصف الليل، كما بدأ في جلب كتب دينية كثيرة تتحدث عن دعوة الإخوان المسلمين، ومن هنا بدأت الزوجة بذكائها تفهم، أطلق زوجي لحيته في تلك السنة، وصار أكثر تديناً وصمتاً في الوقت ذاته، في حين أنني التزمت بالصمت أيضاً لأنني أردت أن أفهم سر تغيره، وقد عرفته من خلال مطالعاتي للكتب التي كان يجلبها، والقليل الذي أعرفه عن دعوة الإخوان. ومن هنا فهمت واجبي تماماً بأن صمتي وتربيتي لأطفالي "جهاد" معه، فلم أسأله قط عما يفعله.
لقد ضحى الرنتيسي بكل ما يملك من أجل دعوة الإخوان بماله الذي أنفق منه في سبيل دعوته، فيما كانت زوجته تستقبله بالابتسامة الحانية وتحاول توفير سبل الراحة عندما كان يأتيها عند الساعة الثانية صباحاً متعباً ومنهكاً، أما أطفاله فكانوا لا يرونه سوى مرة كل أسبوع يستيقظ فيخرج إلى عمله وهم في مدارسهم، ليعود وهم نيام إلا أنه حافظ على عادة أخذ زوجته إلى بيت أهلها والمبيت مع أطفاله هناك، ليعودوا يوم الجمعة عصراً، فكانت متنفساً له يريحه من تعب الأسبوع بكامله.
لكن الأمور بدأت تتعقد أكثر في بداية الثمانينيات، عندما رفض الدكتور تسليم ضريبة دخله من عيادته الشخصية لسلطات الاحتلال، لتتعالى وتيرة الصدام مع قادة تلك السلطات شيئاً فشيئاً، إلى أن تفجرت الأمور تماماً مع اندلاع الانتفاضة الأولى عام1987، حيث أمضى أبو محمد بعدها ما يقرب من تسع سنوات في الاعتقال بتهمة الانتماء لحركة حماس وتأسيسها، ولتنهي علاقته بممارسة الطب بشكل مستمر حتى آخر سني حياته، فكان على الزوجة أن تُدبِّر أمورها وأمور ستة من أطفالها بما تيسر لها من مصادر الرزق.
كان أحد قياديي حركة الإخوان المسلمين السبعة في "قطاع غزة" عندما حدثت حادثة المقطورة، تلك الحادثة التي صدمت فيها مقطورة إسرائيلية سيارة لعمال فلسطينيين، فقتلت وأصابت جميع من في السيارة، واعتبرت هذه الحادثة بأنها عمل متعمد بهدف القتل مما أثار الشارع الفلسطيني؛ خاصة أن الحادثة جاءت بعد سلسلة من الاستفزازات الإسرائيلية التي استهدفت كرامة الشباب الفلسطيني؛ خاصة طلاب الجامعات الذين كانوا دائما في حالة من الاستنفار والمواجهة شبه اليومية مع قوات الاحتلال. وقد خرجت على إثر حادثة السير المتعمدة هذه مسيرة عفوية غاضبة في جباليا أدت إلى مقتل شخص وترك عدد من الجرحى، فاجتمع قادة الإخوان المسلمين في قطاع غزة وعلى رأسهم الرنتيسي على إثر ذلك، وتدارسوا الأمر، واتخذوا قرارا مهما يقضي بإشعال انتفاضة في قطاع غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي. وتم اتخاذ ذلك القرار التاريخي في ليلة التاسع من كانون الأول / ديسمبر 1987، وتقرر الإعلان عن "حركة المقاومة الإسلامية" كعنوان للعمل الانتفاضي الذي يمثل الحركة الإسلامية في فلسطين، وصدر البيان الأول موقعا بـ "ح.م.س". هذا البيان التاريخي الذي أعلن بداية الانتفاضة والذي كتب لها أن تغير وجه التاريخ، وبدأت الانتفاضة وانطلقت من المساجد، واستجاب الناس، وبدأ الشعب الفلسطيني مرحلة من أفضل مراحل جهاده.
ويقول الرنتيسي عن قصة إنشاء الحركة: "كنت مسئول منطقة خان يونس في حركة الإخوان المسلمين، وفي عام 1987 قررنا المشاركة بفاعلية في الانتفاضة، وكنا سبعة.. الشيخ أحمد ياسين وعبد الفتاح دخان ومحمد شمعة وإبراهيم اليازوري وصلاح شحادة وعيسى النشار، وقد اخترنا اسما للعمل الحركي هو حركة المقاومة الإسلامية ثم جاء الاختصار إلى حماس".
وفجأة بعد منتصف ليلة الجمعة الخامس عشر من كانون الثاني / يناير 1988 - أي بعد 37 يوما من اندلاع الانتفاضة - إذا بقوات كبيرة جدا من جنود الاحتلال تحاصر منزل الرنتيسي، وتسور بعض الجنود جدران فناء البيت، بينما قام عدد آخر منهم بتحطيم الباب الخارجي بعنف شديد محدثين أصواتا فزع بسببها أطفاله الصغار الذين كانوا ينامون كحَمَل وديع. وجري أعتقاله لمدة 21 يوماً بعد عراكٍ بالأيدي بينه وبين جنود الاحتلال الذين أرادوا اقتحام غرفة نومه فاشتبك معهم لصدّهم عن الغرفة، فاعتقلوه دون أن يتمكّنوا من دخول الغرفة وبعد شهرٍ من الإفراج عنه تم اعتقاله بتاريخ 4 آذار / مارس 1988 حيث ظلّ محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين ونصف حيث وجّهت له تهمة المشاركة في تأسيس وقيادة حماس وصياغة المنشور الأول للانتفاضة بينما لم يعترف في التحقيق بشيء من ذلك، ليطلق سراحه في 4 أيلول / سبتمبر 1990، ثم عاود الاحتلال اعتقاله بعد مائة يومٍ فقط بتاريخ 14 كانون الأول / ديسمبر 1990 حيث اعتقل إدارياً لمدة عامٍ كامل.
و في 17 كانون الأول / ديسمبر 1992 أبعد مع 416 مجاهدا من نشطاء وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، حيث برز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم وتعبيراً عن رفضهم لقرار الإبعاد الإسرائيلي، وقد نجحوا في كسر قرار الإبعاد والعودة إلى الوطن وإغلاق باب الإبعاد إلى الأبد. وقد اسس في مرج الزهور مدرسة ابن تيمية نسبة إلى العالم الإسلامي ابن تيمية. ولقد التقى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي مع ابن بلدته وقريته الشيخ شاكر يوسف أبوسليم الذي ابعيد أيضا إلى مرج الزهور وهما من قرية رنتيس والتي يعتز بها الدكتور عبد العزيز الرنتيسي.
خرج الرنتيسي من المعتقل ليباشر دوره في قيادة حماس وأخذ يدافع بقوة عن ثوابت الشعب الفلسطيني وعن مواقف الحركة، ويشجّع على النهوض من جديد، واعتقل الرنتيسي عدة مرات من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية وتمكّن الدكتور الرنتيسي من إتمام حفظ كتاب الله في المعتقل وذلك عام 1990 بينما كان في زنزانة واحدة مع الشيخ المجاهد أحمد ياسين، وله قصائد شعرية تعبّر عن انغراس الوطن والشعب الفلسطيني في أعماق فؤاده، وهو كاتب مقالة سياسية تنشرها له عشرات الصحف وقد أمضى معظم أيام اعتقاله في سجون الاحتلال في عزل انفرادي.
وبعودة أحمد ياسين إلى قطاع غزّة في تشرين الأول / أكتوبر 1997، عمل الرنتيسي جنباً إلى جنب مع أحمد ياسين لإعادة تنظيم صفوف حماس بعد فقدان صلاح شحادة. وقام الرنتيسي بعمل المتحدّث الرسمي لتنظيم حماس وكقائد سياسي للتنظيم.
ابلغ مجموع فترات الاعتقال التي قضاها الرنتيسي في السجون الإسرائيلية سبع سنوات بالإضافة إلى سنة قضاها مبعدا في مرج الزهور بأقصى جنوب لبنان عام 1992، وكان أول قيادي في حماس يعتقل بتاريخ 15 كانون الثاني / يناير 1988، وأمضى مدة ثلاثة أسابيع في المعتقل ثم أفرج عنه ليعاد اعتقاله بتاريخ 5 آذار / مارس 1988، ويقول مستذكرا تلك الأيام: "منعت من النوم لمدة ستة أيام، كما وضعت في ثلاجة لمدة أربع وعشرين ساعة، لكن رغم ذلك لم أعترف بأي تهمة وجهت إلي بفضل الله".
اعتقل الرنتيسي في سجون السلطة الفلسطينية 4 مرات، وبلغ مجموع ما قضاه في زنازينها 27 شهرا معزولا عن بقية المعتقلين.
بعد استشهاد الشيخ ياسين بتاريخ 22 آذار/ مارس 2004 تولى الرنتيسي قيادة الحركة وفي أول خطاب له ظهر "وكان يحمل بندقية كلاشن كوف وقال هاذا هو حوارنا مع الصهاينة وهاذا أي "المقاومة المسلحة" هي طريقنا لتحرير الأقصىى .
وبعد اغتيال الشيخ القعيد أحمد ياسين من قبل إسرائيل بايعت الحركة الدكتور الرنتيسي خليفة له في الداخل، ليسير على الدرب حاملاً مشعل الجهاد؛ ليضيء درب السائرين نحو الأقصى أمر بتنفيذ عملية ميناء أشدود وهاذه العملية كانت هي الشرارة لاغتيال الرنتيسي وفي مساء 17 نيسان / أبريل 2004 قامت مروحية إسرائيلية تابعة للجيش الإسرائيلي بإطلاق صاروخ على سيارة الرنتيسي فقتل مرافق الدكتور ثم لحقه الدكتور وهو على سرير المستشفى في غرفة الطوارىء ومن وقتها امتنعت حركة حماس من اعلان خليفة الرنتيسي خوفا من اغتياله.

Source: ويكيبيدبا،الموسوعة الحرة

Messages of Condolences

No messages, be the first to leave a message.

Send a Message of Condolences to عبد العزيز الرنتيسي

You must