close

منير شكري

Date of death: Tuesday, 17 April 1990

Number of Readers: 123

Known asمنير شكري

Specialtyمؤرخ

Date of birth19 April 1908

Date of death17 April 1990

ولُد في مدينة القاهرة وكانت والدته تنتمي إلى عائلة جندي بك يوسف قصبجي أحد رواد حركة الإصلاح القبطي في القرن التاسع عشر والتي دعت إلى تكوين أول مجلس ملي عام 1874. وتدرج في مراحل التعليم المختلفة بالإسكندرية حتى حصل على شهادة البكالوريا من المدرسة العباسية الثانوية عام 1927. ثم ألتحق بكلية الطب بجامعة القاهرة (فؤاد الأول في ذلك الوقت) وحصل على البكالوريوس عام 1935. وفي أثناء دراسته بالطب كان يتردد على مدرجات كلية الآداب جامعة القاهرة ليقف مستمعا مستمتعا بمحاضرات الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي والأستاذ بالجامعة في ذلك الوقت.
بدأ حياته كطبيب سنة 1937 بمستشفى المواساة بالإسكندرية التي كان يرأس جمعيتها المرحوم فهمي بك عبد المجيد وكان رئيس قسم الأمراض الباطنية بها هو الدكتور إبراهيم عبد السيد نجل الأستاذ ميخائيل عبد السيد مؤسس جريدة الوطن. وفي 3 كانون الثاني/ يناير 1940 سجل الكتور إبراهيم عبد السيد الشهادة التالية عن الدكتور منير شكري حيث قال:"يسرني أن أذكر انه حين كلُفت بقسم الأمراض الباطنية بمستشفى المواساة مدة من الزمن تناهز السنتين أو تزيد كان يعاونني في عملي الدكتور منير شكري وقد أتُيح لي طوال هذه المدة أن أقدر ما كان عليه هذا الطبيب من جدارة ممتازة وحسن اعتناء بالمرض وتنظيم للعمل فكان مثالا للكفاءة العظيمة والسمحة والإخلاص في عملة الفني ويسرني كثيرا أن ينتفع الجمهور بمثل هذه الصفات النادرة والخلال العظيمة". وفي عام 1940 أنشأ عيادة حمإلى الجمارك بالإسكندرية وعمل فيها فترات مختلفة من حياته ثم أشتغل فترة في الصحة المدرسية إلى أن أفتتح عيادته الخاصة بشارع سعد زغلول بمنطقة وسط البلد بالإسكندرية وهي المنطقة التي كانت محجا لكثير من الباحثين والمهتمين بتاريخ مصر والدراسات القبطية. أما الدكتور منير فكان يجيد اللغة العربية الفصحى بجانب اللغات الإنجليزية والفرنسية مما ساعده على الاطلاع والإلمام بالثقافتين.
عام 1943 حضر للإسكندرية راهب تقي هو القمص مينا البراموسي المتوحد الذي صار فيما بعد -عام 1959 - البابا كيرلس السادس. وتوجه لمقابلة الأثري بانوب حبشي وعرض علية فكرة أقامة الشعائر الدينية والإقامة بدير مارمينا بمريوط. كان هذا اللقاء بمثابة الإلهام لبزوغ فكرة تكوين "جمعية مارمينا العجايبي"بالإسكندرية فقد أتفق الأثري بانوب حبشي والدكتور منير شكري مع نخبه قليلة من المفكرين الأقباط بالإسكندرية على تكوين جمعية ثقافية للمساهمة في أحياء معالم التاريخ القبطي المهمل، والذي يمثل جزءا هاما من تاريخ مصر القومي. فكانت فكرة أقامة جمعية ثقافية قبطية، هي بداية صدور مئات المؤلفات التي تعتبر من أثمن ما كتبة الأقباط في تاريخنا الحديث مما كان له أثر عظيم في النهضة القبطية المعاصرة الهادئة. وقد تأسست الجمعية عام 1945 وكان يرأسها الأثري بانوب حبشي حتي وفاته عام 1955 ثم خلفه دكتور منير شكري في رئاستها حتي عام 1986 حينما منعته ظروفه الصحية القاهرية من مواصلة عملة وأداء رسالته. وابتداء من عام 1947 بدأت الجمعية في إصدار رسائلها في الدراسات القبطية في الوقت الذي كان فيه هذا المجال مجهولا فأشترك في تحريرها نخبة من كبار المفكرين الأقباط مع الدكتور منير شكري الذي وجه موهبته الفذة في الكتابة ليسهم في تحرير جريدة "مصر" منذ عام 1955، مجلة "مدارس الأحد" منذ عام 1955، جريدة "وطني" منذ عام 1966، مجلة "مرقس" عامي 1971، 1977. وفي عام 1962 أصدر كتاب " أديرة وادي النطرون " الذي هو الرسالة السادسة من رسائل الجمعية، وفي عام 1978 أصدر كتاب "القديس اثناسيوس الرسولي" الذي هو الرسالة الثامنة للجمعية. وفي عام 1981 أشترك مع الدكتور عزيز سوريال في إصدار الرسالة التاسعة للجمعية بعنوان "عبقرية الأنبا باخوم".
في نهاية أربعينيات القرن العشرين عمل الدكتور منير شكري بالتعاون مع القمص منصور البراموس وكيل البطريركية بالإسكندرية في ذلك الوقت (صار فيما بعد الأنبا إيساك مطران البحيرة والغربية)، والأرخن الفاضل منصور قلادة انطوان علي نقل أربعة أعمدة من كنيسة مارمينا الأثرية بمريوط لوضعها حول مذبح كنيسة مارمينا بفلمنج بالإسكندرية والتي تم تكريسها عام 1948. وقد ساعد جمعية مارمينا في تنفيذ ذلك المرحوم الدكتور طوجو مينا مدير المتحف القبطي والمرحوم الأستاذ شفيق غربال وكيل وزارة المعارف حينذاك. وفي خمسينيات القرن العشرين أسند الأب الورع القمص متي المسكين -وكيل البطريركية بالإسكندرية في ذلك الوقت - مادة التاريخ الكنسي للدكتور منير شكري ليقوم بتدريسها لطلبة الكلية الاكليريكية بالإسكندرية.
في 7 تموز/ يوليو 1948 سطر الدكتور يوسف اسكندر الصيدلي الذي صار فيها بعد القمص متي المسكين رسالة من كنيسة مارمينا العجايبي بمصر القديمة والتي كانت تابعة لدير الأنبا صموئيل بمغاغة والذي كان يرأسه القمص مينا البراموس المتوحد، سطر رسالة إلي الأستاذ بديع عبد الملك غطاس جاء فيها: "... وقد أعجبت أنا والراهب مكاري الذي سبقني إلي الرهبنة بشهرين وهو الأستاذ سعد عزيز المحامي سابقا وموجود معي في نفس المكان بالكتاب الأخير من سلسلة أبحاث جمعية مارمينا وهو الرهبنة. وكذلك بسؤال الأستاذ مراد كامل علمنا أن الجمعية نشيطة ولها إنتاج قيم... " وفي عام 1970 عندما أصدر الدكتور حسين فوزي الطبعة الثانية من كتابه "سندباد مصري" أرسل نسخة هدية للدكتور منير شكري في 15 أيلول/ سبتمبر 1970 صدرها بأهداء بخط يده قال فيه " إلي الأخ والزميل الكريم الأستاذ الدكتور منير شكري اعترافا بفضله العميم علي الثقافة القبطية وبفضل رسائل مارمينا علي هذا الكتاب" وفي عام 1985 عندما أصدرت المؤرخة الكنسية القديرة الأستاذة إيريس حبيب المصري الكتاب السادس من "قصة الكنيسة القبطية، سجلت عن جمعية مارمينا ما يلي:
"... ولقد ساندتهم نعمة الله فتمكنوا من إصدار سلسلة من الرسائل تحتوي كل رسالة علي مجموعة مقالات غاية في الأهمية بأقلام كبار العلماء القبط. كذلك أصدروا عدة مؤلفات كان لها أكبر الأثر في تاريخ الحركة الثقافية في مصر..."
في عام 1971 في فترة الترشيحات للبطريركية كان نيافة الأنبا انطونيوس مطران سوهاج وقائمقام البطريك قد تقدم بترشيح نفسه للكرسي البابوي. فبادر الدكتور منير شكري بإرسال رسالة خطية له في 12 أبريل/ نيسان 1971 من صفحتين وكان مما جاء فيها:"...أرجوا أن تسمحوا لي بالتقدم إلي مقامكم لأعرض علي مسامعكم صوت التقليد والطقس والتاريخ في انتخاب بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ورب الكنيسة يهدينا جميعا إلي سواء السبيل". وبعد أن عرض علية صوت التاريخ الصادق ختم رسالته بقوله:"...لنضع نصب أعيننا صالح الكنيسة وتقاليدها التي نفخر بها ونباهي علي سائر الكنائس ثم مسؤوليتنا نحو الأجيال المقبلة: هذه صرخة أن تذهب اليوم مع الريح تذهب غداً بالأوتاد. فليكن عهدكم كعهد سلفكم الطقس العظيم الأنبا اثناسيوس القائمقام عام 1957 الذي أصر علي أن يكون الانتخاب وفق تقاليد وطقوس وقوانين الكنيسة. والله قادر أن يرشدكم لما فيه الخير". وكان نتيجة هذه الرسالة أن أعلن الأنبا انطونيوس قائمقام البطريرك أنسحابه من الترشيح للكرسي البابوي احتراما للتقاليد الكنسية العريقة وحرصا علي صالح الكنيسة. وقد أعلن ذلك بجريدتي الأهرام ووطني.
توج الدكتور منير شكري أعمالة المجيدة بعمل قومي رائع عندما ساهم مساهمة فعالة في تحرير الموسوعة القبطية العالمية التي أشرف عليها الأستاذ الدكتور عزيز سوريال عطية بالاشتراك مع هيئات دولية فمن الموضوعات التي ساهم في الكتابة فيها: البابا كيرلس الرابع أبو الإصلاح القبطي - البابا مكاريوس الثالث - انتخاب البطريرك في كنيسة الإسكندرية – الحركات الإصلاحية في العصر الحديث - دير القديس مينا بمريوط - بالإضافة إلي بعض شخصيات نوابغ الأقباط في العصر الحديث. وقد صدرت الموسوعة القبطية عام 1991 في ثمانية أجزاء وقامت بنشرها دار ماكميلان العالمية للنشر.
وفاته
في اليوم التالي لعيد القيامة المجيد 17 أبريل/ نيسان 1990 أنطلقت نفسه بسلام بعد فترة من المرض كان يردد خلالها المزامير عن ظهر قلب. وهو بهذا الجهد المشرف الذي بذله في خدمة الوطن والكنيسة يذكرنا بسيرة أولئك الآباء القديسين الذين زخرت بهم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في عصورها الذهبية. بالحقيقة كان صفحة مضيئة من صفحات تاريخ القبط.

Source: ويكيبيدبا،الموسوعة الحرة

Messages of Condolences

No messages, be the first to leave a message.

Send a Message of Condolences to منير شكري

You must