close

صافيناز ذو الفقار

Date of death: Saturday, 15 October 1988

Number of Readers: 800

Known asالملكة فريدة

Specialtyملكة - رسامة

Date of birth 5 September 1921

Date of death15 October 1988

صافيناز ذو الفقار ، زوجة الملك فاروق الأولى ملك. ولدت في مدينة الأسكندرية بمنطقة جاناكليس، وهي تنتمي لعائلة ذو الفقار المصرية العريقة.
اشتركت في الرحلة الملكية التي قام بها الملك فاروق ووالدته الملكة نازلي وأخواته إلى أوروبا في عام 1937، وخلال تلك الرحلة تعرفت على الملك فاروق، وأعلنت الخطبة الرسمية بعد عودة الأسرة المالكة إلى مصر في صيف عام 1937، وتم الزواج في 20 كانون الثاني /يناير 1938 وسط احتفالات شعبية لم يسبق لها مثيل. أنجبت من الملك فاروق ثلاثه بنات هن الأميرة فريال والأميرة فوزية والأميرة فادية، وكانت محبوبة من الشعب المصري. طلقها الملك فاروق عام 1948، وكان طلاقهما من أسباب تراجع شعبية الملك بين أبناء الشعب.
فاروق الأول و الملكة فريدة
بعد ثورة يوليو الذي أطاحت بالملكية في 23 تموز/يوليو 1952 غادر بناتها مع والدهم إلى منفاه في إيطاليا، ولم تستطع رؤيتهم مدة طويلة. ولكن بعد انتقالهن إلى سويسرا كانت تسافر كثيرًا لرؤيتهن.
عملت بالفن ورسمت الكثير من اللوحات، وشجعها خالها الفنان الكبير محمود سعيد على تنمية مواهبها في فن الرسم، ولكن واجباتها الملكية صرفتها عن ممارسة الرسم، لكنها عادت لممارسة فن الرسم منذ عام 1954 وذلك لتغطية نفقات معيشتها، وينتمي فنها إلى ما يعرف بالفن الفطري للكبار. كما أنها أقامت العديد من المعارض الفنية في مدريد وجزيرة مايوركا باريس والقاهرة وجنيف وبلغاريا وتكساس وذلك في سنوات السبعينات والثمانينات.
ظلت مقيمة في مصر حتى عام 1963 سافرت بعدها إلى لبنان وسويسرا وباريس وأقامت فيها. وفي عام 1982 عادت إلى مصر وعاشت فيها حياة عادية في إحدى شقق القاهرة، كما أقامت معرضاً فنياً بعنوان ألف رؤية ورؤية. وتوفيت في القاهرة ودفنت فيها، وعند وفاتها حضر بناتها الثلاث لمصاحبة جثمانها. كانت حياتها سلسلة من الصراع المستمر، صراع مع سيدات وبنات يطاردن الملك زوجها أو هو يطاردهن، مكائد حماتها نازلي وشويكار وغيرهن من متصابيات الأسرة المالكة، فساد الحاشية، فتن الأميرات، الطامعات الأجنيبات في أموال الملك. وحياة امتدت أحد عشر عاما زوجة مشاركة لفاروق عرش مصر.
حياتها
الملكة فريدة في سن العاشرة وهي ترتدي زي المدرسة:
عاشت بالأسكندرية فترة طفولتها وشبابها حتى لحظة خطبتها لفاروق، كانت طفلة هادئة، متزنة تعيش حياة طبيعية بسيطة وتهوى القراءة والاطلاع وسماع الموسيقى الكلاسيكية. كانت طفولتها وحياتها وسط اسرة متحابة لا يعكر صفائها شر. حياة بنت تعيش في وسط أسرتها فهي كريمة يوسف ذو الفقار المستشار بمحكمة الاستئناف المختلطة بالأسكندرية، ابن على باشا ذو الفقار محافظ العاصمة الأسبق، ابن يوسف بك رسمي أحد كبار ضباط الجيش المصري في عهد إسماعيل. أمّا والدتها زينب ذو الفقار كريمة محمد سعيد باشا الذي رأس الوزارة المصرية غير مرة، وصديقة لأغلب سيدات المجتمع المصري والصديقة الحميمة للملكة نازلي زوجة الملك فؤاد، وكانت هي الوصيفة الأولى للملكة. وفريدة لها أخوان هما سعيد ذو الفقار وشريف ذو الفقار. وقد درست صافيناز في مدرسة راهبات نوتردام دي سيون الفرنسية بالأسكندرية فأتقنت اللغتين الفرنسية والإنكليزية ،وعمل والدها في اللغة العربية فأحضر لها مدرسًا خاصًا يعلمها أصول اللغة. ودروس الدين الإسلامي. كانت لها هوايات كثيرة أولها الموسيقى وبنوع خاص عزف البيانو، ولم يكن والدها عازفًا ماهرًا فحسب، بل هو كذلك رسام بارع، ويجد الداخل إلى السراي صورة زيتية من إبداع والدها، فتتلمذت على يد والدها، وخالها. كانت فريدة مغرمة بالموسيقى الكلاسيكية فلديها مقتنيات من أشهر أعمال كبار هذا الفن. تقول: وبعد زواجي كنت مصدر سعادة أيضًا لأسرتي
أنعم فاروق برتبة الباشوية على والدها وأنعم على والدتها بوشاح النيل. ولكن كانت سببًا في شقائهما بعد ذلك عندما كانا يرانها غير سعيدة بعد زواجها فقد عاشت عامًا واحدًا سعيدة مع فاروق.
أسرار الحب والزواج:
اللقاء مع الحب:
كان ذلك عندما ذهبت بصحبة والدتها إلى القصر فور عودة فاروق من إنكلترا بعد وفاة والده فؤاد لكي تلتقي بصديقتها الملكة نازلي، وتلتقي هي بصديقتها فوزية شقيقته. وهناك وجدت عددًا من الفتيات الأخريات في مثل سنها ولم تكن تعرف وقتها أن الملكة نازلي وشقيقات الملك يبحثن عن عروس لفاروق. وأمام حمام السباحة أخذن يضحكن ويمزحن ويسبحن سعيدات بالجو الملكي. وفجأة ظهر فاروق وصاحت الفتيات الملك واتجهن حيث يقف إلا هي فقد وقفت في مكانها، بل وابتعدت عن المكان الذي يقف فيه فاروق، ووجدته يترك جميع الفتيات ويتقدم إليها حيث تجلس والدتها وسألها عمن تكون فقالت له إنها ابنتي صافيناز. حياها بإيماءة من رأسه ثم انصرف. وقتها كان سنها خمس عشرة سنة. كانت مازلت طالبة في المدرسة.
في سويسرا ولد الحب الملكي
قبل الخطبة الملكية الآنسة فريدة ذو الفقار - العروس - ، والأميرة فتحية- شقيقة الملك- تنزلقان على الجليد في سان موريتز بسويسرا أثناء رحلة ملكية إلى أوربا شتاء عام1937
كانت فريدة تستعد لاداء الامتحان، في هذا الوقت تلقت والدتها دعوة من الملكة نازلي لقضاء هذه الرحلة التي استمرت أربعة شهور اختبارًا لها عن قرب، كان فاروق واسرته يودون أن يعرفن طباعها وتصرفاتها. كانوا يذهبون يوميًا للتريض، أو يقوموا بالأنزلاق على الجليد، وكذلك أعدوا برنامجًا لزيارة مختلف أنحاء سويسرا والاطلاع على الحياة فيها. كان فاروق بصحبتها مع شقيقاته في برنامجه اليومي المحدد، كانوا يذهبوا للتجول ولزيارة الأماكن، وزيارة المصانع، وكذلك كان معهم مدرسون ليعلموهم اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية. على ظهر الباخرة فيكتوري أوف أنديا والتي أطلقت عليها الملكة فريدة فيما بعد زورق الحب، ففي يوم 27 شباط/فبراير سنة 1937 غادر فاروق ويصحبه أمه وأخواته وحاشيته التي تتكون من 37 شخصًا وبصحبته السيدة زينب ذو الفقار صديقة الملكة نازلي ووصيفتها في الوقت نفسه وابنتها صافيناز ذو الفقار وحسين صبري خال الملك وزوجته في رحلة قالوا عنها تثقيفية حتى يبلغ الملك السن القانونية قبل تتويجه ملكًا على مصر. وبعد وصولهم بدء اهتمام فاروق بالمحيطين به وبصافيناز على وجه الخصوص، فقد كانوا يتزحلقون على الجليد في الصباح مع شقيقاته ويرقصون بالفندق بالمساء ثم سافروا إلى باريس ثم بعد ذلك إلى إنكلترا ثم عادوا مرة أخرى لباريس. تقول فريدة عن الرحلة:
في هذه الرحلة تعرفت على فاروق وأحببت الملك حبًا جمًا، قلبي كان يخفق بحب فاروق وقد كان لطيفًا ودودًا وعشت حوالي مائة وعشرون يومًا طائرة على جناج الحب. أصبحت استحوذ على كل اهتمام فاروق ولحظتها ولد الحب في سان مورتيرمّا عن ذكرياتها في زورق الحب قبل الخطبة، إنه في إحدى الأيام حدث عندما كانت وشقيقاته يتزحلقن على الجليد سقطت فريدة والتوى مفصل قدمها، فوجدت فاروق يصيح في شقيقاته بغضب مؤنبا ومحذرًا من عواقب الطيش والأستهتار وقال لهن في جدية وصرامة وحزم بأنه سيصدر أوامره بألا تتزحلق معهن صافيناز بعد الآن. يعدها توجه إلى والدته وأصدر أوامره إليها، فضحكت وقالت لفاروق مؤنبة أنه يستطيع أن يوجه الكلام لشقيقاته أمّا صافيناز فلا تخصه فوالدتها هي الوحيدة التي لها الحق أن تصدر لها أوامر. فأعترض فاروق بأن هذا يخصه أيضًا لأنه لا يريد أن تسقط وتموت، فسألته الملكة الأم:
هل هذا لأنك تحب صافيناز؟
لم يجب فاروق بل أحمر وجهه وأخذها من يدها وتأكد أن ساقها سليمة. انتهت الرحلة في 25تموز/ يوليو من نفس العام عندما عادوا إلى الأسكندرية.
تتويج الحب
بعد العودة من الرحلة الملكية بأسابيع وبعد حفل تتويج الملك حضر فاروق إلى قصر فريدة بالإسكندرية ليطلب يدها لتكون زوجة له. أمّا والدها فقد ينظر إليها بأنها مازلت طفلة في السادسة عشر، وبعد إلحاح وافق على الخطبة على أن تمتد الخطبة لسنوات ويكون الزواج بعد ذلك. لكن فاروق صمم على أن يتم الزواج بسرعة وأن ستة شهور كافية للاعداد للزواج وبعدها يتم عقد القران. انتقلت من الإسكندرية بناء على طلب فاروق إلى القاهرة، واختار لأسرتها قصرًا في ضاحية مصر الجديدة لإقامتهم وهو قصر الفريد بك شماس وهو من أفخم وأجمل القصور. كان فاروق يحضر لزيارتهم كثيرًا. لم تمتلك عائلتها القصر فبعد الزواج عاد القصر مرة أخرى لصاحبه الفريد شماس بل وكانت إقامة مؤقتة للانتهاء من إعداد مراسم الزواج.
تحضيرات الزفاف
خبر الزواج الملكي في الصفحة الولى لجريدة الأهرام:
في يوم الخميس 20 كانون الثاني/ يناير سنة 1938 ثم عقد القران بقصر القبة. كان زواجهما عيدًا لكل فرد من أفراد الشعب والمساجد والكنائس والشوارع والميادين كانت تسبح في الترنيمات والأضواء وأصبحت ليالي القاهرة والمحافظات نهارًا ممتدًا بل إن نهر النيل كان يغمره ليل نهار في العوامات والذهبيات والقوارب والفنادق على شاطئ يغمره الضياء والزينات والاحتفالات من كل الطوائف. خرج الجميع ليظهر حبه وولاءه، حتى الشركات والمنازل فكل بيت مزين بالورود وعناقيد الكهرباء. استمرت الاحتفالات الرسمية ثلاثة أيام وثلاث ليالِ.
فستان الزفاف:
ارتديت فريدة فستانًا صنع خصيصًا في باريس من خيط فضية والدانتيلة الفرنسية الجميلة وبأكمام طويلة وذيل قصير صنعه أشهر محل أزياء بباريس في ذلك الوقت وهو محل ورث. وكذلك ارتديت ماثيو من قماش خفيف مفضض تكون منه الذيل الذي بلغ طوله 15 قدمًا ومغطى بالتل الخفيف.
فاروق والمراغي وصراع مع الوفد
اقترح الأمير محمد على أن يقوم المراغي شيخ الأزهر في ذلك الوقت بعد أداء فاروق اليمين الدستورية أمام البرلمان في حفلة دينية تقام في القلعة. فتفجرت معركة بين الوفد الذي رفض هذا الاقتراح والأحزاب الأخرى والأزهر والذين يؤيدونه وعاشت فريدة هذه الأزمة التي تفجرت قبل زواجها. وبدأ الصراع عندما عمل الأزهر وعلى رأسه المراغي للترويج لفكرة التتويج الديني. وتطور الصراع بين الطرفين وخاضت الصحف في المشكلة وتأزمت الأمور بين فاروق والوزارة الوفدية برئاسة مصطفى النحاس، وأوعز النحاس إلى الجماهير بالخروج في مظاهرات تأيد من الوفديين ومظاهرات ضخمة من مجموع الأزهر والأخوان تهتف الله مع الملك. قالت فريدة:
في هذا الجو. كان زواجي لكن الشعب خرج بتلقائية كبيرة للالتفاف حول الملك وتأييده..وخرجت جميع طوائف الشعب تعلن تأييدها للملك ومؤازرتها له وتهتف بحياتنا
لكن في أواخر حكم فاروق امتنع الشيوخ والعلماء عن الدعاء للملك في خطبهم، بل ومهاجمته علنًا. تحول المراغي عن تأييد فاروق. يذكر أن فاروق ذهب فور علمه بوفاة المراغي إلى بيته وطلب من الحضور الموجودين مغادرة غرفته وانتزع مذكرات الشيخ التي أدان فيها تصرفات فاروق. ولم يجرؤ أن يقف أمامه أحد.
علي ماهر ثعلب السياسة المصرية:
تقول فريدة عن على ماهر:
كان علي ماهر سياسيًا داهية وكان له تأثيره قويًا ومؤثرًا على فاروق. وعندما تزوجت فاروق كان علي ماهر رئيسًا للديوان وكانت شعبية فاروق في عنان السماء وأطلق عليه الملك المحبوب وكان علي ماهر معروفًا بعدائه التقليدي للوفد، وقد اعترض الوفد على تعيينه رئيسًا للديوان الملكي وكان علي ماهر يمتلك ثقافة قانونية. وحكمة سياسية كما كان مراوغًا كبيرًا، اطلقوا عليه الثعلب. وكان أستاذ فاروق سياسيًا، واستطاع أن يلعب دورًا هامًا ومؤثرًا في توجيه سياسة القصر وتعامله مع الأحزاب والسفير البريطاني، ونجح في أغلب المهمات وفي معظم الأحيان مما دعم ثقة الملك فيه وأصبح رئيسًا للوزراء عدة مرات.
فريدة وأحداث 4 شباط/فبراير 1942:
عاصرت فريدة كزوجة حادث 4 شباط/فبراير 1942، قالت:
إن الإنكليز أهانوا الملك- رمز مصر وقتها- وهذا ما إنزعجت له كثيرًا، بالرغم من علاقتي المتوترة جدًا مع الملك. لن أنسى منظر الدبابات البريطانية وهي تحاصر قصر عابدين، ولا أنسى كذلك كيف تعاطف الشعب المصري وجيشه مع الملك بعد هذا الحادث، لقد كانت فرصة ذهبية أمام الملك كي يجمع الشعب حوله لكنه للأسف لم يفعل.
حفلات الترفيه
بعد حادث 4 شباط/ فبراير تبارى أمراء وأميرات عائلة محمد علي في إقامة السهرات والحفلات الماجنة لتخفيف وقع الصدمة عليه. وبالفعل قاموا بعمل جدول بهذه الحفلات الماجنة وحددوا مواعيدها واتفقوا على أن تكون حفلات جديدة في نوعها أما عن أماكن هذه الحفلات فقد كانت هناك حفلات الأميرة شويكار وحفلات في ركن فاروق بحلوان وحفلات أقيمت في المرج وأخرى في أنشاص وأقيمت حفلات أخرى داهل مختلف قصور الأمراء وسميت حفلات الترفيه عن الملك.
فريدة وولي العهد
في 17 تشرين الثاني/نوفمبر رزقهم الله بطفلة أسموها فريال تيمنًا باسم والدة الملك فؤاد. وكانت فريدة فرحة بها، لكن من كانوا حولها في القصر حولوا الفرحة إلى دموع. وحملوها مسؤلية أن تلد ولي العهد. تقول فريدة:
وعقب كل ولادة كانت نازلي تقول لي أمام الأميرات والوصيفات بالقصر "أنا جبت لفؤاد ولي العهد، لما نشوف إمتى حتجيبي لفاروق ولي العهد" وكأن الأمر بيدي، ونسوا أن الأمر بيد الله سبحانه وتعالى.
فقد كان كل من يأتي يطالبها بولي العهد ومن كان أكثر أدبًأ يقول "إن شاء الله المرة الجاية تجيبي لنا ولي العهد". واصبحت كل ولادة تشكل لها همًا كبيرًا. وأحست إحساسًأ فظيعًا عند ولادة فوزية في 7نيسان/ أبريل سنة 1940 فقد كان الجميع يتوقع أن يكون ولدًا وليًا للعهد، لكن شاء الله أن تكون بنتًا.تقول فريدة عن ولادة فادية أخر بناتها:
أمّا فادية فرزقني الله بها في 15كانون الأول/ ديسمبر 1943 وكانت آخر ما رزقني الله وكانت أحب بناتي إلىَّ.
وقبل ولادة فادية كان ما بينها وبين فاروق قد انقطع وبدأت هوة الخلاف تتسع، وأصبحوا زوجين أسمًا وأصبحت بائسة من أن تلد وليًا للعهد. وأصبحت اتراه في مناسبات مثل عيد ميلاد البنات، وكان فاروق دائم السهر خارج السهر وبدأ كل منهم يتجاهل الآخر، فراحت تعتني بتربية الأولاد.
وأخذن الأميرات يسألن عن والدهن ويستفسرن عن غيابه وكانت لا تجد جوابًا، وانعكس هذا على حالتها النفسية حتى أصبحت لا تغادر القصر وانقطعت عن الحياة الإجتماعية. وصارت الحفلات والمقابلات عبًا نفسيًا حيث أن هذه الحفلات كانت مسرحًا وعروضًا وسوقًا للمتاجرة بالأعراض، حتى الحفلات الخيرية التي تقام من أجل الخير والبر كانت بعيدة كل البعد عن أهدافها السامية.
الأميرة شويكار وحفلات مبرة محمد علي
لم تنس شويكار وهي زوجة الملك فؤاد السابقة أن فؤاد طلقها ليتزوج من نازلي، وظلت كاتمة هذا الحقد الدفين وأرادت تنتقم من نازلي في ابنها فاروق فعملت على إفساده فبدأت تخطط لحفلات في القصر تحت مسمى خيري هو حفلات مبرة محمد علي، ولم تكن هذه الحفلات تمت إلى الخير بصلة حيث كانت الشر والفساد بعينه. وكانت هذه الحفلات معاول هدم لفاروق وتقويض لعرشه بأي ثمن، حتى أصبحت الحفلات الراقصة والماجنة حديث كل الأوساط في الداخل والخارج. وكان ما يقدم في هذه السهرات ما يسمى بفقرة استعراضية تظهر خلالها فتيات يلبسن غلالة من القماش الذي يظهر أكثر مما يخفي. وكانت شويكار تختار الفتيات الرشيقات طاغيات الجمال من المصريات والإيطاليات والتركيات واليونانيات لإغاظة فريدة، وتقدم الفتيات للملك ليختار فاروق من بينهم ما يشاء وكانوا ينزلن في قوارب في البحيرات الصناعية داخل القصر ثم ينزلن إلى الماء. وكانت الحفلات تقام بقصر محمد علي بشبرا. وكانت تلك الحفلات تقام باسم الخير ويخصص إيرادها للصرف على الأعمال الخيرية. تقول فريدة عن هذه الحفلات:
قبل أن يستفحل الخلاف بيني وبين الملك كنت أذهب لأشاهد بروفات هذه الحفلات وكنت ألغي وأعدل في بعض الفقرات المبتذلة وكانت شويكار تنفذ وتعدل وتستجيب لما أقول، ولكنها بدأت تشكو لفاروق تدخلي في برنامج الحفلات وتتهمني بأنني غيورةوأقوم بإفساد الحفلات بتدخلي واستطاعت أن تأخذ من فاروق أمرًا ملكيًا بعدم عرض برامج الحقل كمعتاد عليَّ.
ووصل الموقف إلى حد أن أصدر فاروق أمرًأ ملكيًا بعدم حضوري بروفات الحفلات. وانتشرت أخبار هذه السهرات، بل وتناقلتها الصحف الأجنبية ولمحت لها بعض الصحف المصرية، وأصبحت أخبارها لا تقتصر على الخاصة، بل كانت حديث كل الناس حتى ضاق الشعب بهذا العبث والاستهتار.
نساء الملك
ليلان كوهين:
راى فاروق كاميليا أو ليلان كوهين لأول مرة في أوبرج الأهرام وأرسل ورائها كريم ثابت ليدعوها للقاء فاروق في جناحه بقصر عابدين، أعجب بها فاروق ولم يكن مهتمًا بما قيل أو يقال عن علاقته بتلك الفتاة اليهودية. وقام بولي بترتيب رحلة غرام لفاروق لتكون الرحلة كشهر عسل واختفى فاروق وظهر في قبرص جزيرة الحب كما تسميها كاميليا. وسافرت كاميليا إلى قبرص بالطائرة لتكون في انتظاره، وكان فاروق يقوم بهذه الرحلة تحت اسم مستعار فؤاد باشا المصري والتقى بكاميليا في أحد فنادق قبرص. وأذاعت وكلات الأنباء قصة لقاء فاروق بكاميليا ونشرته الصحف الأجنبة. تقول فريدة عن هذه الواقعة:
ما أحزنني أن فاروق قد قام برحلة مفاجئة بغير علمي وبدون دعوتي حتى شكلًأ لمصاحبته، وجاء عيد ميلادي بدون أن يصلني من فاروق برقية تهنئة أو حتى باقة زهور. ولم يبال فاروق بكل ما أذيع حول هذا اللقاء واشترى لكاميليا فيللا في جبال رودس، ثم حضرت كاميليا بعد ذلك إلى القاهرة. وأخذ فاروق يتردد عليها في شاليه اختاره لها في مدينة الإسكندرية وأخذت كاميليا تتردد عليه بالقاهرة. ثم عمل الملك على ترتيب لقاء آخر لهما في أوربا ووصل فاروق فعلًا إلى دوفيل بفرنسا ولكن القدر لم يسعدهما فقد تحطمت الطائرة التي كانت بها كاميليا واحترقت الطائرة.
مطاردة بعد منتصف الليل
ليلى شرين طاغية الجمال التي لمحتها فريدة تتجول في الدور في نفس الجناح فأمرت وصيفتها بالجري وراءها في ممر الجناح والإمساك بها. وبالفعل استطاعت الوصيفة اللحاق بها وامساكها وتسليمها إلى الملكة واعترفت ليلى شرين التركية الأصل بأنها ترددت على الملك عدة مرات، وأنها زوجة لمصري وأنها تحترف الرقص وتهوى التمثيل. وتم تحقيق رسمي لها داخل قسم عابدين. وفي تلك الليلة كان فاروق خارج القصر معزومًا في أوبرج الفيوم- واتهمت ليلى بأنها مختلة عقليًا بناء على قرار طبيب القصر ومن ذلك اليوم وفريدة تصر على الطلاق من فاروق لسوء سلوكه. عزلت فريدة نفسها ورفضت تلبية الدعوات واعتذرت عن كل الزيارات حضور الاحتفالات حتى لو كانت رسمية. وكذلك ألغت كل مواعيدها السابقة وعاشت في عزلة لا تكلم أحدًا، ولا تزور أحدًا.
الأمير وحيد يسري
وبعد حادثة ضبط ليلى شرين داخل القصر واعترافها بحضورها عدة مرات قبل ذلك وبمعرفتها الوثيقة بفاروق وأثبتت هذه العلاقة بوجود خاتم مُهدى من فاروق في أصبعها. وردًا على هذه الفضيحة أراد فاروق الانتقام من فريدة، واستغل زيارتها للأميرة سميحة حسين زوجة الأمير وحيد يسري، واتي كانت تجد لديها الحنان والعطف، فكانت تذهب لزيارتها بدون إخبار فاروق أو أحد من الحاشية وبدأ فاروق يرسل وراءها الأتباع والحراس لمراقبتها. اختلق قصة وأدعى أنها على علاقة عاطفية بوحيد يسري. وذهب بنفسه لسميحة حسين وطلب منا الامتناع عن مقابلة فريدة وصارحها بشكوكه، فرفضت سميحة ذلك واستمرت في مقابلة الملكة والترحيب بها. لكن بعد ذلك وجدت فريدة أن سميحة لم تقابلها بالود المعهود. وجاءت هذه القصة على هوى الكثير من حاشية فاروق خصوصًا حاشية فاروق من الإيطاليين الذين كانوا يريدون التخلص منها لأنها أعلنت الحرب عليهم بمجرد أن علمت بأنهم يحثون فاروق على الفساد. وساعدتهم في ذلك نازلي فنشروا القصة واخترعوا الحكايات وأرسلوا الأعوان والخدم وراءها عسى أن يعثروا على دليل يدينها.
ملكتان في القصر
شاءت الظروف أن تظهر في حياة فاروق إمرأة أخرى، هي ناهد رشاد حرم يوسف رشاد طبيب فاروق الخاص. بدأت القصة عندما وقع حادث تصادم مع سيارة فاروق عند القاصيين، حيث حمل يوسف رشاد فاروق وذهب به إلى المستشفى وظل بجانبه طوال فترة علاجه ولازمه ملازمة الظل، فعينه فاروق طبيبًا خاصًا له، وكانت ناهد رشاد تحضر لزيارة يوسف وأعجب بها فاروق. فالتحقت بالقصر وصيفة للأميرة فوزية، واختار لها فاروق مكانًا قريبًا منه وأصبحت الملكة غير المتوجة نظرًا لتأثيرها الطاغي علي فاروق. كانت بارعة الجمال، ممشوقة القوام، طويلة الشعر، جريئة متغطرسة وأصبحت تلازم فاروق في كل سهراته فقاطعت فريدة هذه السهرات، حيث كان يداعبها فاروق في حضورها وحضور زوجها. وزاد فاروق من تقريب ناهد إليه فأصبحت ترافقه حتى في زياراته الخارجية مما جعل حلم أن تصبح ملكة يراودها، فعملت على تسميم العلاقات بين فريدة وفاروق.
كتيبة الفساد
قالت فريدة عن هؤلاء الإيطاليين:
إذا كان هناك الكثيرون الذين عملوا وساعدوا على إفساد الملك فاروق فيأتي على رأسهم بولي ومجموعته من الإيطاليين جارو وبترو وفرفتش وغيرهم، وكان عددهم يوم أن تركت القصر يبلغ العشرين إيطاليًا شكلوا قاعدة الفساد أو كما كنت أسميها كتيبة الفساد بالقصر.ويلازمون فاروق في كل خطواته وفي كل أماكن اللهو والنوادي الليلية ايتداء من أوبرج الأهرام ونادي السيارات وحلمية بالاس وغيرها.
انطونيو بولي
كان في عام 1922 كهربائيًا بالقصر في عهد الملك فؤاد، وأخد يتقرب لفاروق حتى أصبح مسؤلًا عن الشئون الخصوصية للملك وكاتم أسراره. حيث أصبح يقيمبجناح الملك بل صار يستحيل على أي فرد في الصر أن يدخل جناح الملك إلا بإذن من بولي، وصار ظلا للملك لا يفارقه. حاولت إنكلترا بواسطة سفيرها إبعاد بولي عن الملك وطرده من القصر فلم تفلح. وقد لعب بولي دورًا كبيرًا في صفقات فاروق وعملياته المالية المريبة واتهم في قضية الأسلحة الفاسدة ولكن فاروق أخرجه منها. وقد طالبت فريدة بطرد مجموعة الإيطاليين من القصر فمنح فاروق بولي رتبة الباكوية، كما قام بمنحهم الجنسية المصرية عندما طالب الإنكليز بطردهم من مصر.
حاكم القصر
كان محمد حسن نوبي الأصل، عمل ساعي في أحد المحلات التجارية ثم صار الخادم الخاص لفاروق وأصبح في يوم وليلة همزة الوصل بين الملك ورئيس ديوانه بل ورئيس الوزراء المصري، وأصبح لا يستطيع أحد الاتصال بالملك إلا عن طريقه. بل وصل الأمر أنه كان يرد بخطه على الأوراق، والمذكرات الرسمية.
السائق الخاص
محمد حلمي حسين وهوالسائق الخاص بفاروق وكان صولًا في الجيش، وعلَّم فاروق كيفية قيادة السيارات.رقاه فاروق من رتبة صول إلى رتبة العميد - رتبة الأميرالاي - ، وأصبح مديرًا عامًا لإدارة السيارات الملكية، هذه كانت الوظيفة المعلنة، لكنه في الحقيقة كان ينافس بولي في صيد النساء لفاروق. ثم أنعم عليه فاروق برتبة البكوية.
مداح الملك
قالت فريدة:
عرف فاروق كريم ثابت عندما كنا في رحلة إلى أسوان عام 1942. كان دائم المديح لفاروق وتوثقت علاقته بفاروق حتى عينه مستشارًا صحفيًا وإعلاميًا له في عام 1946 وبلغ تأثيره على فاروق لدرجة أن أصبح يلازمه ويجالسه في سهراته وجولاته .لذلك أنعم عليه فاروق برتبة البكوية ثم الباشوية ثم وزيرًا للدولة في آخر عهد وزارة حسين سري.
رئيس ديوان الملك
تقول فريدة:
كان دبلوماسيًا رقيق الطبع، ويبدو مهذبًا، ناعم الكلام، هادئ فقد كان من أصحاب المدرسة الميكافيلية - الغاية تبرر الوسيلة - . كان فاروق في أول عهده يطيعه طاعة عمياء، ويخافه، وكان شديد التأثير على فاروق وكذلك على السياسة المصرية. ولكن بعد ذلك ساءت الأحوال بينهما حتى أن فاروق لم يكن يطيق أن يسمع اسم أحمد حسنين.
فريدة والفساد
بدأت فريدة تحس بالشقاء، وعدم السعادة، وأنها أصبحت لا تستطيع أن تقف أمام فاروق ورغباته المنحرفة.
تفتيش الفريدية
حاول فاروق أن يهدئ الموقف فاهدى فريدة عوامة مساحتها 2000 فدان وسميت العزبة باسم تفتيش الفريدية نسبة لفريدة بمحافظة الشرقية. ولأن فريدة معتزة بنفسها واثقة بآرئها مدركة لمسؤليتها، وعلى عكس ما توقع فاروق فقد أصبحت تتشدد أكثر ولم يكن كل ما قدمه وفعله فاروق ليعيد ثقتها فيه.
بوابة قصر القاهرة
تبدأ قصة هذا القصر الكائن في منطقة الزيتون بالقاهرة عندما قدمه فاروق هدية لفريدة للسكوت عن فساده وعدم التعرض له وللحاشية وخاصة الإيطاليين. فقد ذهب فاروق بصحبة فريدة إلى سراي الكبرى وهي قطعة معمارية من الارابيسك والقرمين القروزي تقع في حي القبة. وقد اقتنعت فريدة بالقصر وبأناقته والذي كان مزيجًا من الأثاث الفرنسي والتركي والإيراني وسقوف حجراته مزينة بلوحات من القرون الوسطى. وأعجبت به فريدة وأرغم فاروق ابن عمه الأمير محمد طاهر على عقد صفقة يتم بموجبها التنازل عن ملكية القصر مقابل أربعين ألف جنيه. وأطلق على القصر اسم الطاهرة وكتبه باسم فريدة تيمنًا وتعبيرًا عن حياتها الطاهرة النقية الشريفة.
الطلاق
وجدت فريدة أنه أصبح مستحيلًأ أن تناقش وتجادل أن تغضب فلم يعد الغضب هو الحل بعد أن صارت الأمور إلى هذا الحد. فعندما فاتحت فاروق في طلب الطلاق قال لها أنها عصبية ومكتئبة ولابد أن تسافر لتهدأ، فقالت له إنها فب أحسن حالاتها وإنها اتخذت القرار بعد تفكير طويل.طلبت الطلاق لأني أحب فاروق .اتخذت فريدة قرارها بعدم الظهور مع فاروق في أي مناسبة خاصة أو عامة، حتى يحس فاروق بعدم رضاها وسخطها على هذه التصرفات، وكان هذا الإعتذار إنذارًا عمليًا. موجهًا إلى فاروق لعله يرتدع، ولكن تيار الفساد كان أقوى. هذا الذي كان يرتعد من أستاذه المراغي شيخ الأزهر الذ كان معلمه وأستاذه، وكان يقبل يديه حتى هذه العلاقة أفسدوها وأوقعوا بينهما. وأختار الملك وقتًا معينًا ليلبي طلب وإصرار فريدة على الطلاق. وقد كان الطلاق في نفس الوقت الذي تم فيه طلاق أخته فوزية من شاه إيران، وذلك خوفًا من رد الفعل لدى جماهير الشعب المصري. وخرجت المظاهرات تهتف بحياتها. واعتبر الشعب فريدة بطلة قومية لأنها قاومت فساد فاروق، وكانت أول من سلط الضوء على هذا الفساد. وخرج الشعب يهتف حذاء فريدة فوق رأس فاروق ولا ملكة إلا فريدة وخرجت من بيت الدعارة إلى بيت الطهارة يا فريدة. وتم الطلاق يوم 19تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 1948 وقد صدر بلاغ رسمي من الديوان الملكي عند طلاق فاروق لفريدة، وطلاق شاه إيران لفوزية طلاقًا بائنًا. ولقد بكى فاروق بعد أن وقع وثيقة الطلاق، ولكن إزاء إصرار فريدة على الطلاق ومقاطعتها الكاملة له، ولما انتهت مراسم الطلاق كان فاروق قد اختفى تمامًا وبعد عدة ساعات عثرت عليه شقيقاته في إحدى حجرات القصر وهو يبطي وينوح مثل طفل صغير. وانتقلت فريدة بعد الطلاق إلى بيت والدها واصطحبت معها صغرى بناتها فادية لحضانتها واشترط فاروق أن تعود فادية إليه في حالة زواج فريدة. وكان فاروق قد حاول أن يضغط على المراغي لكي يصدر فتوى ينص فيها على أن يحرم على فريدة أن تتزوج بعده. رفض المراغي أن يصدر الفتوى لمخالفتها للشريعة الإسلامية. كما حاول مرة أخرى مع المراغي بأن يصدر فتوى بأنه يمتنع على فريدة أن ترى بناتها فلم يخضع له المراغي. قالت فريدة تعليقًا على محاولات فاروق مع المراغي:
إن الشيخ المراغي وقف معي أثناء محنة الطلاق، ولم يقبل ولم يخضع لكل الضغوط التي مارسها عليه فاروق، والغريب أن المراغي تعرض من جراء ذلك لغضب فاروق عليه وساءت العلاقات الودية بينهما.رحم الله الشيخ المراغي لقد كان رجلًا عظيمًا وشيخًا جليلًا وقف بجانبي في وقت تخلى عني الجميع .وبعد الطلاق استردت فريدة اسم صافيناز. ولقد تلقى الناس الخبر بوجوم وحزن وغضب وإستياء. وبذلك خسر فاروق الكثير بطلاقها إذ كانت تمثل رمز النقاء والشرف أمام المواطنين داخل القصور الملكية. ومنذ طلاقها أصبحت فريدة مثلًا عاليًا لبنات جنسها وللزوجات اللاتي يرفضن الحياة الناعمة. وأهداها فاروق قصرًا عند طلاقها لتعيش فيه بالقرب من الأهرام، كانت تجلس كل يوم في شرفة وأمامها نيل مصر والهرم.
عروض الزواج بعد الطلاق
بعد الطلاق كان يتقدم إليها الكثيرون يطلبزن يدها للزواج، ولكنها كانت ترفضهم واحدًا بعد الآخر. تقدم لها أمراء وشخصيات أخرى عظيمة مصرية وعربية وغيرهم رجال كثيرون من مصر ومن دول مختلفة فكانت تعتذر بلطف ومجاملة. تقول فريدة:
لقد تزوجت الملك ولم أوفق، ومن تتزوج الملك من الصعب عليها أن تتزوج شخصًا آخر.هكذا كان قراري على الرغم من العروض الكثيرة والأموال الوفيرة والإغراءات الكبيرة
وكانت تصاحب تلك العروض أحيانًا إلحاحات، مضايقات.
الحظ يفارق فاروق بعد فراق فريدة
بعد طلاقهما توالت عليه الهزائم والمشاكل.ومن ذلك:
مظاهرات الطلبة والعمال، التي تشرف عليها اللجنة العليا للطلبة والعمال.
أحداث كوبري عباس ومقتل طلاب من الجامعة، دار العلوم.
إغتيال سليم باشا حكمدار العاصمة أي محافظ القاهرة، ومقتل النقراشي وأحمد ماهر وإغتيال بعض القضاة ورجال المخابرات.
تكوينه الحرس الحديدي للتجسس على الجيش، وإغتيال الضباط الذين يرغب الملك في التخلص منهم، واصطفاؤه لقيادات مكروهة من الجيش.
خروجه عن روح الدستور، واقالته لحكومة الأغلبية الممثلة في الوفد.
حادث القصاصين الذي كان بداية لعلاقة فاروق وناهد رشاد
إغتيال أمين عثمان.
حرب فلسطين وما التصق بها من فضائح الأسلحة الفاسدة وكيف وصلت به الحال إلى حد المؤامرة على جيشه، وهو يقوم بواجبه الوطني القومي في أرض فلسطين.
حريق القاهرة 26كانون الثاني/ يناير سنة 1952، الذي تتجه إليه فيه أصابع الاتهام واقالته للمرة الثانية حكومة الوفد الممثل للأغلبية، فكان هذا الحدث الخطير غير المسؤل أكبر من أن يتحكم فيه.
توالي المجاعات، وازدياد حدة الفقر بين عامة الشعب.
ادعاء انتسابه إلى بيت النبوة، عن طريق أمهلأمور سياسية تتصل بأحلام لميزانية الأزهر المتواضعة المحدودة، لينفق على ملذاته.
تشكيل خلايا الثورة، وإنتشارها في كل وحدات الجيش، وظهور بوادرها في الانتخابات التمهيدية لنادي الضباط، حيث أبعد مرشحه - حسن سري عامر قائد حرس الحدود، من الانتخابات التمهيدية، وهو الذي كان عميله الأول في صفقات الأسلحة الفاسدة، ثم نجاح مجمد نجيب مرشح الثورة.
قيام الثورة في منتصف ليلة 23 تموز/يوليو 1952 ونجاحها.
طرد فاروق منفيًا، وتولية ابنه أحمد فؤاد الثاني ملكًا تحت اشراف مجلس للوصاية.
اعلان الجمهورية في 18حزيران/ يونيو سنة 1953، فانقضى بذلك عهد ملكي، كان فاروق المعول الأول في تدمير بنيانه وهدم أركانه.
مكائد نازلي
كانت ترسل إليها طرودًا على شكل هدايا وعندما تفتحها تجد بداخلها ضفادع وعصافير مذبوحة، أو علب ملفوفة بشكل جميل من الخارج وعند فتحها تجد بداخلها لعبة من لعب الأطفال. أنهت نازلي الوفاق مع فريدة، وتصورت من خلال القصص والحكايات التي كانت تروى عنها داخل القصر أن فريدة وراء هذه الشائعات وأعلنت الحرب عليها. أمّا فاروق فجعل نازلي تعيش معهم، تشاركهم حياتهم وتتدخل في أخص خصوصيات حياتهم. وكانت فريدة في زواجها سعيدة بوجود نازلي، تشكوا لها وتطلب نصائحها حتى انقلب الحال وبدأ هذا الصراع. حيث كانت في بعض الأحيان تقف معها ضد تصرفات فاروق. وفاروق كان ضعيفًا أمام رغبات أمه وجبروتها لا يستطيع أن يرد لها طلبًا وفي مساء ليلة الزواج أصدر فاروق أمرًا ملكيًا خاصًا بنازلي:
ونص الأمر الملكي على ما يلي
نحن فاروق الأول ملك مصرنظرًا لما نكنه لحضرة صاحبة الجلالة الملكة والدتنا العزيزة من أقدس عواطف الإجلال والاعظام والاعزاز والاكرام ولما نراه في اقتران اسمها الكريم بلقبها العظيم من تمجيد ذكراها فوق مالها من عظيم المكانة وجليل الاعتبار.
أمرنا بما هو آت:
يكون لقب حضرة صاحبة الجلالة الملكة والدتنا العزيزة منذ الآن مقترن باسمها الكريم حضرة صاحبة الجلالة الملكة نازلي.
على رئيس مجلس وزرائنا ورئيس ديواننا تنفيذ أمرنا هذا، صدر بسراى القبة في 16 دي القعدة سنة 1356- 18كانون الثاني/ يناير سنة 1938.
كان صدور هذا القرار بهذه الصيغة قد أعلن وجود ملكتان رسميتان وليس ملكة سابقة وملكة لاحقة فاحتدم الصراع بينهما.
فريدة وآرائها السياسية
كانت قارئة ممتازة ومستمعة جيدة تتابع كل المشاكل العالمية ولها آراء في الأحزاب، وأنها لا تعمل إلأا لمصلحتها، ومصلحة قادتها، وإنه ليس لها دور وأن هذا هو حالها سواء أيام الملكية أو الجمهورية.
أنا حزينة جدًا على حال الأحزاب السياسية في مصر، فهي أحزاب لا تعمل لصالح البلد أبدًا وليس لها برامج يمكن تنفيذها
بداية جديدة
حاول فاروق في هذه اللحظات الأخيرة أن ينقذ عرشه ويحتفظ لأبنه أحمد فؤاد ولي العهد كان طفلًا عمره عامان بالعرش، ولكن فاروق لم يكن قد ترك عرشًا يورث. تقول فريدة عن لحظة تنازل فاروق عن العرش:
لن أنسى هذه اللحظة يوم تنازل فاروق عن العرش، وخروجه من مصر. جلست أسمع ذلك من الراديو ساهمة من شرفة مسكني من قصر الهرم.رأيت أمامي الهرم وأبو الهول وأدركت لحظتها أن العروش والأفراد كلها زائلة وسيبقى الخالق وستبقى مصر والنيل. ونزلت إلى الشارع مسرعة ودخلت مكتبة وإشتريت كتابًا باللغة الفرنسية عن الثورة الفرنسية ومجموعة أنابيب ن الألوان ومجموعات فرشات وقلت لنفسي لأبدأ اليوم حياة جديدة ولكن هذه المرة مع الفن. وجدت نفسي أبكي لأني لم أتمكن من رؤية بناتي إلا بعد أن أبحرت الباخرة المحروسة في عرض البحر.
سلمت فريدة رجال الثورة كل مجوهراتها واحتفظت فقط بسلسلة صغيرة أهداها لها والدها وهي تلميذه عندما نجحت في المدرسة.
الأميرات الثلاثة فريال وفوزية وفادية
وقع فاروق على وثيقة التنازل عن العرش فكان عليه أن يغادر البلاد قبل تمام الساعة السادسة من مساء نفس اليوم الأحد 26تموز/ يوليو ولم تستطع رؤية بناتها قبل سفرهن أو اللقاء بهن حيث لم يخبرها فاروق بموعد مغادرته لأرض الوطن ولكن وصلتها بعد الرحيل رسالة من كبرى بناتها فريال تقول فيها:
أمي العزيزة
أنني مضطرة أن أسافر دون أن أودعك، كنت أعيش في انتظار يوم الجمعة من كل أسبوع لأراك، وستمضى أيام جمع كثيرة دون أن أقبلك!!
سامحيني يا أمي لم أكن دائمًا الأبنة المطيعة لك. قد أكون أخطأت يومًا بغير قصد قد أكون أسأت لك بغير قصد، قد أكون آلمتك في غير قصد.
ولكني أحبك واغفري لي أنني لم أقبلك قبلة الوداع فلم يسمح لي أبي أن أودعك
فريال
وكان فاروق في حالة عصبية بالرغم من أنه حاول التماسك أمام أسرته وحاشيته وعندما حضر إليه سليمان حافظ حاملًا وثيقة التنازل عن العرش حاول أن يضيف بعض الكلمات ولكن سليمان حافظ أفهمه بأن هذا يتجاوز دوره، وأنه حضر لمجرد أن يحمل الوثيقة بصورتها النهائية ولا يملك أحد التغيير فيها وقد وضعت وثيقة التنازل في صورة أمر ملكي. ومما يعكس الحالة النفسية السيئة التي وصل إليها فاروق، إنه وقَّع ولكن جاء توقيعه مرتعشًا فأصر على التوقيع أعلى الوشيقة مرة ثانية وقال تعليقًا على ذلك لسليمان حافظ:
لعلك تقدر الظروف وتلتمس لي العذر في أن التوقيع لم يكن كما أود، سأوقع مرة أخرى؟
منزل متواضع
عاشت فريدة بعد الطلاق فترة في قصر الهرم، ثم صودر هذا القصر فكانت تتنقل بين الأقارب والأصدقاء. لقد كانت شقة فريدة بالمعادي صغيرة مكونة من صالة وغرفتين يتحرك الإنسان بداخلها بصعوبة بالغة واحتراس شديد حتى لا يصطدم بالأشياء. وكان هذا يسبب لفريدة ضيقًا شديدًا وكانت في أغلب الأحيان مستاءة ولديها إحساس بالضيق والعصبية وتحمل عبئًا نفسيًا شديدًا. لذلك كانت تذهب إلى هضبة المقطم ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع لتستنشق الهواء وتحس بالراحة وراحبة المكان هضبة المقطم هي شقتي الواسعة..لقد ضاعت شقة النيل الواسعة التي وعدني بها الرئيس السادات وأجد في هذا المكان الذي أحضر إليه كثيرًا الهواء المنعش ورحابة المكان والنجوم واضحة لامعة في السماء وضوء القمر يعكس الهدوء والطمأنينة داخل نفسي وأعود لشقتي الصغيرة بالمعادي لأنام وأبدأ في الفجر عملًا جديدًا.
كانت تسكن في عمارة متوسطة الإرتفاع في المعادي، صالة الشقة متوسطة المساحة، عند مدخل الباب برفان خشبي بني اللون، وتستقبل ضيوفها في هذه الصالة، في باقي الشقة مائدة طعام صغيرة يجاورها المكتبة وبعض اللورحات من رسمها. على منضدة صغيرة صورة لفريدة وبناتها، وفي نفس الإطار صورة لفريدة مع زوجها الملك فاروق. ضوء أباجورة صغيرة مسلط على الصورة، وفي جزء آخر من المنضدة صورة للأميرات فريال وفوزية وفادية مع والدهم الملك فاروق.
ملكة وثلاثة رؤساء
وبقيام الثورة زال حاجز الخوف وبدأ الناس يعبرون عن مشاعرهو وحبهم لها، وذلك عندما يلمحوها في أي مكان أو حتى في الشارع، وكانت مجلة المصور أكثر تعبيرًا عن هذا الحب الشعبي عندما وضعت صورتها على الغلاف بعد قيام لبثورة بعدة أسابيع فليلة في شهر آب/أغسطس 1952 على ما اعتقد وأطلقت عليها حبيبة الشعب. تقول فريدة:
بل أني استرددت أيضًا لقب الملكة بعد قيام الثورة وبعد إلغاء كل الألقاب وبعد أن سقط التاج. كذلك على الرغم من أن لجنة المصادرة صادرت قصري الذي اهداه لي فاروق، لم أطالب باسترداده بعد ذلك إلا أنه ما من مرة أطلب شيئًا إلا ويحققه لي قادة الثورة.
فريدة والرئيس عبد الناصر
بعد الثورة بسنوات طلبت أن يُسمح لي بالسفر إلى بيروت، ووافق على سفرها وقال لماذا تحتجزونها في مصر اتركوها تسافر متى تشاء وإلى أي مكان تشاء. فسافرت في عام 1963 إلى بيروت وكان قراره أن تسافر وتعود إلى مصر في اي وقت تشاء. ثم عندما مات فاروق في إيطاليا، ظلت عشرة أيام في اتصال دائم بالقاهرة وعندما علم عبد الناصر برغبتها في أن يدفن فاروق في مصر وافق على ذلك بل وأرسل طائرة خاصة نقلت جثمانه من روما إلى القاهرة، وأقلتهم الطائرة هب وبناتها وشقيقاته والأمير أحمد فؤاد ووصلت الطائرة إلى ميناء القاهرة الدولي في منتصف الليل يوم 27 آذار/مارس سنة 1965. وتم دفن فاروق ليلًا قبيل الفجر وهذه كانت بعض الشرو التي تم الموافقة عليها بموجبها على دفنه بمصر، وهي أن يتم الدفن بدون جنازة عامة، وأن يقتصر حضور الجنازة على بناته وابنه وشقيقاته وأزواجهن، وأن يتم الدفن ليلًا وبدون أي مراسم.وجدت نفسي أبكي وحدي على فاروق وتذكرت كل الأيام الجميلة والقليلة التي عشتها معه وسامحت فاروق على كل أفعاله. وقرأت الفاتحة على روح فاروق، وسامحته، وسألت الله أن يغفر له، وجففت الدموعي وطرت عائدة إلى بيرو . وعندما علمت بوفاة فاروق طارت إلى إيطاليا في يوم 17 آذار/مارس عام 1965، وقد حدثت الوفاة عندما كان يتناول طعام العشاء في مطعم دي فرانس في قاعة سانت تروبيز بروما، عندما شعر فاروق بتعب وإرهاق ثم أغمى عليه فجأة وبذلت عدة محاولات لإنقاذه. وقام الدكتور نقولا ماسا ببذل جهود كبيرة لإنعاش القلب وتدليكه وصاحبه في السيارة التي نقلته إلى المستشفى ولكن أخذ قلبه يهبط ثم يتذبذب ثم توقف القلب تمامًا في الواحدة والنصف. وكان فاروق يبلغ من العمر عند وفاته الخامسة والأربعين من عمره ثم حفظ جثمانه بثلاجة المستشفى وفي 20 آذار/مارس سنة 1965. تم نقل جثمانه إلى أحد الكنائس في جنازة بسيطة ملفوفًا بعلم مصر القديم وحضرها نجلة الأمير أحمد فؤاد والأميرات فريال، فوزية، فادية وشقيقته فوزية وفايزة. وقرأت على روحه فاتحة القرآن الكريم وبعض سور صغيرة من القرآن وذلك طبقًا للتقاليد الإسلامية. وبعد عشرة أيام تم نقل الجثمان إلى القاهرة في 27 آذار/مارس 1965 في منتصف الليل.
فريدة والرئيس السادات
عندما استقرت في باريس بدأت الضرائب الباهظة على شقتها التي أهداها لها شاه إيران وتحتاج إلى جيش من الخدم وإلى تكاليف كبيرة. فقررت بيعها، واستأجرت استوديو صغير وتزيد من إنتاج لوحاتها. وكان الأستديو في الحي 16 في باريس، كانت تعتبره أتيليه ترسم فيه وفي آخر الليل تجد فيه مكانًا لتنام بضع ساعات. وجاءت فكرة أن تقيم معرضًا في باريس، كان المعرض حيث تعيش. وفي وسط هذا تلقيت دعوة للعشاء من السفارة المصرية بباريس بمناسبة زيارة الرئيس السادات. زاخل السفارة استقبلت بترحاب كبير ولم تكن المرة الأولى التي تتلقى دعوة من السفارة. قابلت فريدة السادات في السفارة المصرية بباريس، ورحب بها ودعاها إلى العودة إلى مصر والإقامة فيها. ونادى على السيدة جيهان وقال بصوت عال:
الملكة فريدة ولا يعرف أحد تاريخها مثلي، فدورها الوطني الرائع يذكره لها التاري . ورحبت بها السيدة جيهان ترحيبًا كبيرًا وأضاف السادات موجهًا قوله لها:
ألم يحن الوقت أن تحضري وتستقري في مصر الذي أحببته وأحبك. وشد على يدها، وقال أنا منتظرك في مصر وسأراك المرة القادمة بالقاهرة .تقول فريدة:
كانت سعادتي الغامرة بأنه دعاني للحضور إلى مصر.والاستقرار فيها. فسعادتي لا توصف وأحسست كأني فتاة صغيرة عاشت تائهة في عواصم العالم وآن لها أن تعود إلى بيتها. حزمت حقيبتي وطرت إلى القاهرة، وفي القاهرة لقيت ترحيبًا كبيرًا من أصدقاء قدماء. واتصل نجل أحد صديقاتي المهندس أحمد حمدي بمكتب السادات لتحديد موعد لزيارة الرئيس وأسرته وإخباره بوصوله كما استقبلها في بيته بالجيزة عند حضورها إلى مصر، وكان مجاملًا لها هو وأسرته. كان الموعد ظهرًا استقبلت من الحراسة والسكرتارية بكل ترحيب. وأخذ السادات يثني عليها وعلى دورها الوطني منذ زواجها من فاروق، وأنها كانت عامل من عوامل التي ساعدت على فضح فساد الحاشية. وأخذت هي تشرح له اهتمامتها بالفن، وعن معارفها في باريس، وعن حياتها في فرنسا. وطلب منها أن تطلب ما تريد وسيحققه لها فورًا، فشكرته وشكرت السيدة جيهان وأسرته على احتفائهم بها. فقالت:
إني شاكرة دعوتك لي للاستقرار والعودة إلى مصر بصفة دائمة.وهذا يسعدني جدًا..وكل ما أريده هو شقة أعيش فيها. لأن القصر الذي أهداه لي فاروق عند طلاقي منه صادرته الدولة على الرغم من أني كنت خارج مصر ولا ينطبق عليه قرار المصادرة.
ورد السادات أنه يريد أن تختار مكانًا آخر لإقامتها، فشكرته مرة أخرى وقالت أنها لا تريد قصرها المصادر ولا تريد قصرًا آخر ولا حتى فيللًا وأن كل ما تريده هو شقة تطل على النيل. وقال السادات:
هذا طلب متواضع.وهو أقل ما يجب. وسأحقق رغبتك فورًا والآن .وطلب من مدير مكتبه فوزي عبد الحافظ أن يقوم بهذه المهمة وكذلك تأثيث هذه الشقة فورًا. ووجه كلامه للسيدة جيهان، فقال لها أنها المسؤلة عن تحقيق رغبة الملكة فريدة، ومتابعة هذا حتى تستقر الملكة فريدة في شقتها على النيل باسرع ما يمكن. وقال موجهًا كلامه لفريدة أن تعتبر جيهان أختًا لها في مصر. ثم بعد ذلك اتصل بها مكتب السادات فذهبت لترى الشقى التي احتاروها لها، كانت تطل كلها على النيل فقالت لهم إن الشقة جميلة، وأشكروا لي السيد الرئيس. ولكن عندما اتصلت بعد ذلك بالسيدة جيهان السادات أخبرتها بلطف بأن هناك بعض العقبات وقفت دون تخصيص الشقة لها.
فريدة والرئيس مبارك
قرر لها معاشًا أربعمائة جنيه مصري، وكذلك أمر بشراء شقة لها في المعادي التي تسكن فيها الآن، وقد أمر لها بجواز سفر دبلوماسي. أمّا السيدة سوزان مبارك فقد زارتها عند مرضها، وكانت دائمة السؤال عنها. وكانت تعالج على نفقة الدولة.
بيروت
كان ذلك في عام 1963 بعد قيام الثورة بعشر سنوات، اختارت فريدة لبنان لتكون إحدى المحطات التي تقيم فيها وتمنت أن تكون بيروت ملاذًا وملجًأ لها واستراحة تنشد فيها الراحة والأمان. ولقربها من الأحداث والصراع الذي كان دائرًا في مصر وبعد أن سمح لها الرئيس عبد الناصر بالسفر. وكانت ترسم لوحات وتعرضها على أصدقائها ومعارفها. تقول:
كانوا يعجبون برسمي وشجعوني على الاستمرار فبدأت فرشاتي تسرع في التطور. فقد كانت بيروت محطو راحة مما صادفني من تعب وإرهاق .
كانت لها في بيروت شقة واسعة في حي الروشة الشهير. كانت تسكن في بناية آل ثان الشهيرة. كانت الشقة تطل على البحر وعربة وسائق في إنتظارها ودعوات زيارات بعضها تلبيها وأخري تعتذر عنها. وفي لبنان التف حولها الكثير من الأصدقاء والكثيرون عرضوا عليها الزواج. تحكي الملكة عن صباح اليوم الذي حاولت فيه الإنتحار:
وجدت نفسي أنزل مسرعة فجأة وأقول لسائقي إلى السفارة السعودية. وصلت السفارة، واستقبلني السفير السعودي بترحاب شديد. وأخبرته بعزمي على زيارة المملكة السعودية لأداء فريضة العمرة وأن يستأذن لي. وأتصل بي السفير بعد عدة أيام، وقد قام بعمل إجراءات وترتيبات الزيارة وأخبرني بترحيب قرينة الملك فيصل الملكة عفت بزيارتي للملكة.وحزمت حقيبتي وتركت بيروت
في ضيافة الملك فيصل
نزلت فريدة على الملك فيصل وعفت قرينته وذهبت لأداء العمرة. تقول:
إن زيارتي للسعودية قد أعادت لي التوازن النفسي، واستطعت أن استرد إيماني بالله، إنها من أحسن لحظات العمر
استضافوها في قصر الضيافة ووضعوا تحت أمرها عربة خاصة لتنقلاتها، وكانت طيلة وجودها بالمملكة محل عناية ورعاية الأسرة المالكة والملكة عفت. ولفريدة ذكريات عديدة حدثت لها اثناء زيارتها للسعودية فقد ت

Source: ويكيبيدبا،الموسوعة الحرة

Messages of Condolences

No messages, be the first to leave a message.

Send a Message of Condolences to صافيناز ذو الفقار

You must